أم نضال وكابوس حماة الذي لم ينته

أم نضال وكابوس حماة الذي لم ينته
تحقيقات | 17 يونيو 2014

تحدثت أم نضال لروزنة عن بداية العملية العسكرية في حماة في ثمانينيات القرن الماضي، وارتفاع أصوات التكبير من المآذن ونفاد الخبز والطعام بعد أيام،  حيث لجأ الأهالي إلى مخزونهم البيتي من الطحين لإطعام الأطفال، و بقيت الطرقات مقطوعة لشهر كامل.

 

ضحايا من الأقارب
كانت أم نضال في الخامسة عشر من عمرها آنذاك وكانت ممن كتب لهم النجاة،  لكن الكثيرين من ذويها فارقوا الحياة،  وعايشت  هذه السيدة قصصاً لا تنتهي من معاناة أهالي مدينتها.
ابن خالها كان صبيا في الخامسة عشر من عمره عندما اعتقلوه،  دون أن يستمعوا إلى أمه التي كانت تقول لهم إنه ما يزال صغيراً، وانقطعت أخبار الصبي منذ ذلك الوقت نهائياً.
تقول أم نضال: "أرادت خالتي أن تجلب طعاماً لابنها فقتلوها على باب الملجأ الذي كانت موجودة فيه، وعندما لحق بها ابنها الذي يبلغ 14 عاماً ضربوه بالرصاص أيضاً، بقيت جثة خالتي مرمية عند الباب لثلاثة أيام دون أن يتمكن أحد من سحبها".

 


مغادرة حماة
لم يكن متاحاً لأم نضال وعائلتها أن يغادروا حماة في ذلك الوقت، إذ كانوا شبه معتقلين في الحواري التي يعيشون فيها، ومن امتلك الجرأة وقرر الخروج من المدينة واجه صعوبات كثيرة. وذكرت أن عائلة من أقاربها اضطرت للبقاء في أحد الحفر لأسبوع كامل،  دون أن يتمكنوا من متابعة طريقهم خارج المدينة.
اضطرت اليوم أم نضال إلى مغادرة بيتها وترك حماة،  وتجد نفسها أمام مشاكل جديدة تتعلق باللجوء والمعيشة في الأردن، ففي حماة أصبحوا عرضة لمداهمات الأمن اليومية والاعتقالات المتواصلة، وتعرض أثاث بيتهم للتكسير والحرق فاضطرت للخروج، ولم يكن  من السهل عليهم إيجاد مصدر للرزق في الأردن. 

 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق