لاحظت حنان، التي ترأس مكتب التكافل الاجتماعي بهيئة نساء سوريا، أن الكثير من النساء السوريات يعانين أوضاعاً معيشية صعبة في بلدان اللجوء، فأسست بمساعدة بعض المغتربات السوريات المقيمات في السعودية والإمارات، مشغلاً صغيراً في مدينة انطاكيا، لصناعة وتعليم الحرف اليدوية كالصوف والخياطة والإكسسوار. تمكنت العاملات، رغم قلة الموارد، من إحضار المكنات اللازمة لعمل المشغل، ونجحن في تأمين الطلبيات التي تصل إليه. نزحت أم محمد من ريف معرة النعمات إلى تركيا، وأثناء بحثها عن عمل يعيل عائلتها، تعرفت على إدارة المشغل وبدأت عملها في مجال الخياطة، ولكنها تشكو من أن المبلغ الذي تتقاضاه لا يكفي لدفع آجار المنزل والمصاريف اليومية. وصلت بدور"17 عاما" هي الأخرى إلى تركيا، بحثاً عن عمل تعيل به عائلتها، بعدما فقدت والدها الذي اختطف منذ بداية الثورة، ووجدت ضالتها في المشغل الذي ساعدها على تأمين لقمة العيش لأشقائها الخمس، والأدوية لوالدتها المريضة.