مسدس وكتاب مصغّر.. حكام لامتحانات البكالوريا

مسدس وكتاب مصغّر.. حكام لامتحانات البكالوريا
تحقيقات | 13 يونيو 2014

منى المير - مصياف||
"لا تنسي شراء مصغر الفلسفة لأخيك"، يقول أبو محمد لابنته موصياً إياها شراء كتيب "مصغر" عن تلخيص كتاب الفلسفة.

  

موضة جديدة
المصغرات هي كتيبات صغيرة جداً تحتوي على ملخص للكتب المدرسية، يمكن للطالب وضعه في كم القميص أو جيبه أو بين طيات ثيابه. ويمكن للطالب نقل المعلومات عنه أثناء الامتحان كبديل عن "الراشيتات" المستعملة "أيام زمان". 
لا يخفي أصحاب المكتبات "المصغرات" عن أعين الجهات الرسمية، ولا يتم طبعها بطابعات سرية، فيما يوزعها تجار الجملة بشكل علني على المحلات ويتم بيعها بين أدوات القرطاسية وعلى رفوف الكتب والدفاتر. 
يقول علي وهو أستاذ من مدينة طرطوس "بلغ الغش في امتحانات هذه العام درجة قصوى، فالطلاب يدخلون معهم الكتب الى قاعات الامتحان" . ويعتقد علي أنه لا داعي للمصغرات، "فالفوضى التي طغت على البلد، انعكست على العملية التربوية والامتحانية".

 

مسدس وقلم ومسطرة
أخرج أحد الطلاب من محفظة صغيرة، قلماً ومسطرة ومسدساً. وضعهم على مقعده، قبل بدء الامتحان في قرية المحروسة في ريف حماه. 
لم ينبس المراقبون ببنت شفة، فأخوة الطالب يعملون في التشبيح منذ فترة طويلة، وهم ينتظرونه في الخارج مستعرضين أسلحتهم لتهديد مدير المركز الامتحاني. 
يقول أحد الأساتذة راوياً ما حدث "عندما يصبح هذا الطالب طبيبا، هل سيحضر اخوته الى غرفة العمليات؟ فيهددوا المريض أن عليك أن تشفى، أو نطلق عليك النار؟"
منع أحد المدرسين في مدرسة أخرى في ريف مصياف الطلاب من الغش، فأمسكه أحد الشبيحة في الخارج وهدده بالقتل. وفي المركز نفسه عادت الطالبة "سلافة" الى منزلها باكية، فالجهد الذي بذلته خلال العام تبخر بسبب الفوضى في قاعة الامتحان، فلم تستطع التركيز في مادة الرياضيات.
يقول المدرس محمد لموقع روزنة: "لم أستطع تمالك نفسي أمام هذا التسيب، فقدمت اعتذارا عن حضوري لمدير المركز" . ويعتبر محمد أن المرحلة الأهم في حياة الشعوب هي التعليمية، لكن النظام أفسد كل شيء، وأكد أن الجامعات السورية ستخرج جيلا فاشلاً .

  
كبار السن والزعران خلف المقاعد
خمن الكثيرون أن التسيب سيكون سيد الموقف في الامتحان. ما جعل العديد من تاركي التعليم، والفاشلين في دراستهم سابقاً عادوا لمحاولة الحصول على الشهادة، طامعين بفرص النقل والغش الكبيرة هذا العام. 
تقول سلوى "سنشاهد جيلا من المهندسين والمحامين يحملون السكاكين على خصورهم كما يفعلوا الآن في قاعة الامتحان".
وكان لكبار السن نصيب أيضا على المقاعد. يقول جميل موظف التربية في طرطوس: للمرة الأولى أرى رجالاً بعمر الأربعين يتقدمون لامتحان الثانوية ، ويتابع هازئاً " يبدو أنهم يطبقون مقولة اطلبوا العلم من المهد الى اللحد".

  

قطع الانترنت أثناء الامتحانات
تقوم السلطات بقطع شبكة الانترنت والاتصالات أثناء سير الامتحانات، وتعزو ذلك الى حرصها على عدم دخول المسلحين إلى المدارس، فقطع الانترنت والاتصالات يمنع المسلحين من التواصل، ويصعب عليهم تنسيق إجراء تخريب. لكن المدرس عادل يعرف عجز السلطات التربوية عن منع الغش، خاصة بعد استخدام الطلاب أجهزة الخليوي في معرفة الأجوبة، ويرجح أن مديرية التربية تقوم بقطع الانترنت والاتصالات. كمحاولة أخيرة لاشاعة النظام خلال الامتحان.
يقول المدرس "عادل": اذا كانت الدولة عاجزة عن ضبط امتحان، فكيف ستضبط بلداً يتهاوى؟


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق