"لا يتكلم الشعب التركي الإنكليزية أو أية لغة أخرى، وهذا ما جعل لغتهم مهمة بالنسبة للسوريين الراغبين في الدراسة أو العمل أو أي شيء آخر"، بحسب ما يقول محمد، الذي يقوم بتدريس التركية في أحد المعاهد.
ويضيف أن التركية أصبحت مهمة للسوريين كاللغة الإنكليزية تماماً، فكافة الشرائح المقيمة في تركيا، مضطرة إلى تعلم هذه اللغة، خاصة طبقة التجار والطلاب، مضيفاً أن الحكومة التركية تسعى إلى نشر لغة البلاد في كل أنحاء العالم وليس في سوريا فقط.
تأتي أهمية اللغة التركية بالنسبة للتجار السوريين، من كون المناطق السورية الشمالية التي خرجت بمعظمها عن سيطرة النظام، باتت تعتمد بشكل أساسي على البضائع التي يجلبها التجار من تركيا.
يقول يوسف وهو سوري من أصول تركية، أنه تحول من دليل سياحي للأتراك الذين كانوا يقصدون سوريا قبل الصراع، إلى ترجمان محلف لمكاتب تجارية وتجمعات إغاثية على علاقة بالشأن السوري، مضيفاً أن اللغة التركية مكّنته من إيجاد فرص عمل جيدة.
وكانت الإمبراطورية العثمانية قد سعت خلال الفترة "الطورانية"، إلى نشر اللغة التركية في المناطق التي كانت تابعة لها ومنها سوريا، بحسب ما تذكر مصادر تاريخية، ولكن هذه المساعي صُدمت بالنزعة القومية العربية، التي بدأت تظهر من خلال أدباء عرب أمثال بطرس البستاني وأحمد فارس الشدياق، وإبراهيم اليازجي وغيرهم، لكن السوريون اليوم هم من يسعون لتعلم اللغة التركية نتيجة ظروف فرضتها المرحلة.