لحق بنسبة 75% من المستشفيات والمراكز الطبية، عدا عن الكوادر الطبية التي هجرت المهنة، والأطباء الذين سافروا خارج البلاد، بعد أن تقصدت قوات النظام توجيه ضرباتها نحو المستشفيات وسيارات الإسعاف. وحدث هذا كله بينما يشرب ثلث السوريين مياهاً ملوثة، الأمر الذي يهدد بانتشار الأوبئة.
السرطان من دون علاج
وضعت وزارة الصحة في الحكومة التابعة للمعارضة عدة حلول إسعافية، في محاولة لتلافي انهيار القطاع الصحي بشكل كامل، وشكلت مديريات صحة فرعية، ومراكز طبية تهتم بمعالجة الأمراض السارية والمزمنة. ويقول الدكتور حاج حامد إن الوزارة تجري عملية مسح لنسبة الدمار الذي لحق بالقطاع الصحي لتقدير احتياجاته.
الكثير من مرضى السرطان أعرضوا عن الذهاب إلى المستشفيات المختصة بالأورام التي يدريها النظام، ويقول الدكتور محمد من ريف إدلب، إن المخاوف الأمنية وانقطاع الطرقات هي السبب في ذلك، بالرغم من أن كلفة علاج المريض الواحد قد تصل إلى 60 ألف دولار، وهو ما يفوق الدخل السنوي للمواطن السوري، ما يعني أن هؤلاء المرضى أصبحوا خارج دائرة العلاج.
تصنيع الأدوية يدوياً!
كانت مصانع الأدوية السورية تنتج فيما سبق، تسعين بالمائة من حاجة البلاد للأدوية، بحسب ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا اليزابيث هوف، ولكن هذا الانتاج تقلص إلى درجة كبيرة بعد أن توقفت أغلبية المعامل.
وتبادلت قوات النظام والمعارضة الاتهامات بتدمير معامل الأدوية، كمعمل "تاميكو" في ريف دمشق، ومعمل "آسيا" الذي تعرض للنهب على يد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، أثناء المعارك التي خاضها مع قوات المعارضة المسلحة في ريف حلب.
يقول الدكتور "بدر" عضو الغرفة الطبية المشتركة لدمشق وريفها، أنهم يحاولون تأمين الأدوية عبر تركيبها يدوياً في مصانع بدائية، مستفيدين من المواد الأولية التي حصلوا عليها من معمل تاميكو، قبل أن يتم تفجيره مؤخراً. ويضيف بدر أن تصنيع الأدوية ذات التركيب المعقد غير ممكن حالياً، ويتم توفيرها عبر طرق التهريب الخطرة المعرضة للإغلاق في أية لحظة، الأمر الذي يهدد حياة الكثير من المرضى.