مثليو الجنس في الساحل تأثروا بالحرب.. وبالطائفية

مثليو الجنس في الساحل تأثروا بالحرب.. وبالطائفية
تحقيقات | 07 يونيو 2014

فادي شاب مثلي الجنس، في العشرينات من عمره أطلق على نفسه اسم فردوس. لم تعد هذه الأسماء حصراً على الذكور فقط في مدينة اللاذقية، فبعض المثليين يطلقون على أنفسهم هذه الألقاب ليشعروا براحة أكبر تجاه أجسادهم المؤنثة وهوياتهم الذكورية. 

بعضهم يُعرف من تصرفاته في الشارع، وتعامله مع زملائه في عمله وجامعته، وبعضهم الآخر يتقصد ارتياد مقاهٍ يتفقون عليها في منطقة الشيخ ضاهر، أو في منطقة الكورنيش الغربي، يقضون وقتهم هنالك محاولين اصطياد صديق لليلة واحدة أو ربما لأكثر من ذلك.
"فادي أو فردوس"، لا يجد مشكلة مع ميوله الجنسية وفي حديثه لراديو روزنة قال أنه يقضي وقته صباحاً في عمله، وبعدها يخرج ليلاً ليجد من يقضي معه ليلته. كما أنه أحياناً يحضر حفلات يقيمها أحد المثليين في منزله، كنوع من حفلات التعارف، أو ممارسة الجنس الجماعية.

كيف يعيش المثليون في اللاذقية؟
يقول أحمد وهو شاب قي العشرينات من عمر، أنه غير متقبل لحقيقة كونه مثلي الجنس، وكونه لا يرغب أن يفتضح أمره، وجد طريقة ليتعرف على الشباب ويمارس الجنس معهم، وذلك عن طريق أحد المواقع الالكترونية الخاصة بالمثليين في سوريا. 
يجد أحمد هذه الطريقة أفضل وأكثر أمناً له، لا سيما أنه ينتمي لعائلة محافظة ويقطن حياً محافظاً، فليس من السهل عليه أن يتعرض للرفض من قبل جيرانه وأصدقائه. خصوصاً وأنه مازال رافضاً الاعتراف بحقيقة ميوله الجنسية.
"لن أقبل أن أجلب العار لأهلي ولي، وبالنهاية أنا متأكد أنها مرحلة وستمر ولن أبقى مثلياً طوال حياتي".

حب..

يعيش علي قصة حب جارفة مع شاب آخر بمثل عمره، ويصف علاقته بصديقه بأنها حب صادق، ولا تختلف عن علاقة أي زوجين ذكر وأنثى يسودها الاحترام وتشارك أمور الحياة وهمومها. "لسنا كلنا مخنثين، أو سيئين ولا أعلم لم ينظر إلينا عامة البشر هكذا!، أعرف أننا مخالفون للأعراف والتقاليد والدين ولكننا لانؤذي أحداً ولا نتصرف تصرفات مشينة، نعيش حياتنا بكل سعادة كما كثير من الشباب المثليين الذين يبحثون عن الاحترام والحب الحقيقي".

دعارة.. وطائفية أحياناً!
يتقاضى بعض المثليين العاملين بالدعارة أجوراً عن كل ليلة يمارسون فيها الجنس مع زبائن محددين، وتختلف الأسعار تبعاً لجمال الشاب ومواصفاته المثالية و قدرته على إسعاد الزبون، لتتراوح الأسعار من 500 ليرة سورية إلى عشرة آلاف ليرة سورية لليلة الواحدة. يتقاضى جوني مبلغاً زهيداً عن كل ليلة، لكنه فيما بعد وسع نشاطه حتى بات يطلب إلى لبنان وتركيا وبأجور لا تقل عن 200 دولار أميركي لليلة الواحدة.

تأثر المثليون في اللاذقية بالحرب كما كل السوريين، ولا يقبل بعض المثليين ممارسة الجنس مع أحد من طائفة أخرى، بسبب الشروخ التي يرونها عميقة بينهم. بينما يفتخر البعض الآخر بكون الطائفية لا تقف ضده في عيش ملذاته اليومية.

يقول خالد في حديثه مع موقع روزنة أنه يخاف إقامة علاقة مع أحد الاشخاص من طوائف أخرى، لأنه من الممكن أن يكون مخبراً أمنياً، يستغل الأمر ويكتب تقريراً للمخابرات، فيزج به في السجن بتهمة "اللواطة" التي يعاقب عليها القانون السوري بالحبس حتى ثلاث سنوات!


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق