فعلى مستوى الفرد يُقال أنَّ التحليل النفسي هو العلم الذي يدلُّ على النزاعات ويُفسّرها: نزاع بين الدوافع والأنا العليا، نزاع بين الرمزي والواقعي، نزاع بين النضج والطفولة، نزاع بين اللاشعور والأنا ..الخ. أمَّا من ناحية المجتمع ككل وتعقيداته، فأيُّ علمٍ من العلوم أوالمناهجٍ يساعدنا لنستدل من خلاله على النزاعات التي يعيشها المجتمع السوري بمجمله وتبيان أسبابها، كأنْ نقول مثلاً: النزاع بين الموالاة والمعارضة، النظام والثورة، جيلُ الآباء وجيلُ الأبناء، العلمانيون والمتدينون، أنصار السلمية وأنصار العسكرة، أزلام الخارج وأزلام الداخل، بالإضافة الى النزاع على الكرسي الفارغ الذي خَلَّفهُ الأب الميت (حافظ الأسد) وهذا النزاع الأخير هو ما قد يُفسر، الى حدٍّ ما، انفصال مشاغل المعارضين عن هموم الثائرين. بَيْدَ أنَّهُ قد يكون أمرا مُفرِطا بالسذاجة، بالإضافة إلى ذلك، أنْ نعتبرَ أنَّ ما ذكرناه آنِفاً، بإيجاز مبالغٍ فيه، كافٍ لوضع النقاط على الحروف. فهل كنَّا، طوال تلك الفترة من الزمن ومن الدم، نقترحُ حلولاً ومبادرات قبل أنْ نمتلك مفتاحنا؟
مقالات الرأي لا تعبر بالضرورة عن رأي روزنة