رضخت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، لضغوط ممثلي النظام السوري، حيث وافقت على اختصار مشاركة الجمعيات والمنظمات الآثارية السورية كمستمعين ومناقشين فقط في مؤتمرها الدولي. وانسحبت المنظمات والجمعيات الآثارية، وقررت عدم المشاركة في المؤتمر الذي عقد في باريس منذ أيام، و ضم عدداً كبيراً من الاختصاصيين الدوليين في مجال التراث الثقافي السوري، إضافة إلى شركاء منظمة اليونسكو العاملين في ميدان مكافحة الإتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، بحسب البيان الذي تلقت روزنة نسخه منه.
وجاء في نص البيان أن "اليونسكو دعت ممثلين عن جمعية حماية الآثار السورية، وجمعية إلى سوريا، والجمعية السورية لحفظ الآثار والتراث، وشعبة آثار حلب، للمشاركة في المؤتمر كمستمعين ومناقشين فقط، في حين حافظت المديرية العامة للآثار والمتاحف، وممثلي النظام على دور المحاضرين، ومديري جلسات الحوار، وهذا كان نتيجة رضوخ المنظمة الأممية، لضغط وتأثير مارسه ممثلو النظام السوري، بحسب ما صرح به المسؤولون عن تنظيم المؤتمر".
من جهته عبر الدكتور شيخموس علي رئيس جميعة حماية الآثار السورية، في حديثه لروزنة، استغرابه من هذا الإجراء، معتبراً أن "كل هذه المنظمات والجمعيات الآثارية والتراثية السورية عملت في ظل الظروف القاهرة التي تعشيها سوريا، واستطاعت أن تقدم العديد من الانجازات كحماية المباني في قلب حلب القديمة، ونقل لقى أثرية إلى أماكن آمنة، بعيداً عن ساحات المعارك" وأضاف علي بأن "جمعية حماية الآثار السورية تنظم دورات تدريبية في التوثيق الآثاري لنشطاء في الداخل".
وأكد شيخموس أن كادر الجمعية المغترب هو من يزود المنظمات الدولية وعلى رأسها اليونسكو بالتقارير عن أوضاع الأثار السورية، والغريب "أنها عندما تنظم مؤتمرات، فإنها لا تتعامل معنا بحيادية وعلى نفس مستوى التعامل، بالمقارنة مع موسسات النظام". وأشار إلى أن "هذا التحييز ظهر واضحاً خلال مؤتمر باريس، ولذلك قاطعت هذه الجمعيات المؤتمر، لازدواجية معايير التعامل من قبل اليونسكو".
وذكر البيان أن الأضرار أصابت التراث السوري في أغلب المحافظات السورية، وأعظم الأضرار، جاءت بشكل خاص في المناطق الشمالية والجنوبية الخاضعة لقوات المعارضة، ومنع أي ممثل للمنظمات العاملة في هذه المناطق بتقديم محاضرات عنها، مما يشير إلى أن هذه المناطق أصبحت خارج اهتمام وعناية منظمة اليونسكو. من جهة أخرى، أعلنت المديرية العامة للآثار والمتاحف، مشاركتها في أعمال الاجتماع، ولم تعلق على الإجراء الذي اتخذته اليونسكو بحق المنظمات السورية. ويذكر أن الآثار السورية تعرضت خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لأضرار كبيرة وواسعة جداً، شملت العديد من المناطق الآثارية في مختلف أنحاء سوريا، بالإضافة للتنقيبات غير الشرعية، وآخرها في أفاميا بحماة.