يستخدم المسافرون "الحلة" في بلدة سلقين بريف إدلب، لعبور نهر العاصي الذي يفصلهم عن الأراضي التركية، ويبلغ عرضه اثنتا عشر متراً في تلك النقطة. تتسع "الحلة" الواحدة إلى أحد عشر شخصاً، يتم جرها فوق المياه باستخدام الحبال، ويسحبها شخصان، يقف أحدهما على الضفة السورية والآخر على الضفة التركية من النهر. يقول أحد العابرين بواسطة "الحلة"، إنها وسيلة النقل الوحيدة في المنطقة وهي خطرة جداً، ذلك أن الوعاء قد ينزلق في أية لحظة، كما أن أرضية "الحلة" ليست متينة وتخترقها المياه نتيجة اهترائها، ما يعني أن المستخدمين لها " يضعون أرواحهم على أكفهم". يؤكد عبدو الذي يستعد لعبور النهر، أن المهرب يتقاضى ألف ليرة سورية لقاء نقل الشخص الواحد إلى الضفة الأخرى، وأن النساء والأطفال يشكلون أغلبية الأشخاص الذين يتنقلون عبر "الحلة"، ما يرفع من احتمالية تعرضهم للموت غرقاً كونهم لا يجيدون السباحة بمعظمهم. ويؤكد أن المهرب غير مسؤول عن حياة "الزبائن"، ولا عما قد يحدث لهم عند وصولهم إلى الأراضي التركية.