تعد "رابطة الرياضيين الأحرار"، التي تشكلت عام 2012، أولى المؤسسات التي حاولت احتواء الرياضيين المنشقين عن الاتحاد الرياضي العام، ولكن سرعان ما صدعتها الخلافات. ليصبح لدينا خمسة كيانات رياضية تعمل بشكل منفصل، هي رابطة الرياضيين السوريين الأحرار، رياضيون من أجل سوريا، هيئة الرياضيين السوريين الأحرار، الاتحاد السوري الحر لكرة القدم و الاتحاد السوري الحر للكاراتيه.
إهمال وصراع على المناصب
لم ينتسب لهذه المؤسسات الرياضية الوليدة، سوى ستمآئة رياضي من أصل ثلاثة ألاف انشقوا عن المنظمات الرياضية الحكومية وانحازوا للثورة. وابتلت هذه المؤسسات الرياضية بالصراع على المناصب، ما أدى إلى إهمال الرياضيين الذين عملوا جاهدين على رفع علم الثورة السورية، في المحافل الرياضية، كالمصارع خالد الفرج، والملاكم الأولمبي ناصر الشامي، وبطل الكاراتيه علي البارودي. وأمام هذا الواقع امتنع بعض الرياضيين عن اللعب، وقرر آخرون العمل بشكل منفرد، كبطلي الكاراتيه مهند ومحمد العلي، اللذان شاركا في بطولة العالم للكاراتيه "شوتوكان" في كوسوفو، وأحرزا أربع ميداليات ذهبية وخامسة فضية.
رياضة سياسية!
ترى ريم علوان مديرة المكتب الإعلامي في رابطة الرياضيين الأحرار، أن عمل الرابطة ارتبط بحجم الاعتراف السياسي الممنوح للائتلاف الوطني المعارض، فالدول التي اعترفت بالائتلاف كقطر وليبيا وتركيا، منحت الرابطة مشروعية في تمثيل الرياضة السورية، فيما امتنعت الدول الأخرى عن ذلك. وهو ما أعاق عمل الرابطة.
يجري اليوم التحضير لإطلاق "الهيئة العامة للشباب والرياضة" بالتعاون مع الحكومة السورية المؤقتة، بهدف تلافي الأخطاء التي وقعت فيها المؤسسات الرياضية السابقة. ويضم المشروع ممثلين عن جميع الكيانات والاتحادات الرياضية التي تشكلت بعد الثورة.
اقرأ أيضاً: كيف انتهك النظام الرياضة في سوريا؟
ويرى الصحفي الرياضي أنس عمو، أن تشكيل الهيئة خطوة هامة نحو حل أزمة اللاعبين السوريين الذي رفضت المنظمة الرياضية الحكومية منحهم حق اللعب والاحتراف خارج سوريا، بسبب مواقفهم المناهضة للنظام السوري .
يتحدث المدرب أحمد العلي الذي يشغل منصب الأمين العام للهيئة، عن مفاجآت قادمة بعد البدء بالعمل رسمياً على أرض الواقع. ويرى أن الهيئة لديها خبرة جيدة في مجال الإدارة، وهو ما سيجعل عملها أكثر تنظيماً بقيادة الكابتن وليد المهيدي، الذي يرأس الهيئة وسبق له أن شغل مناصب إدارية في الاتحاد السوري لكرة القدم.
وستعمل الهيئة بحسب العلي، على تشكيل "منتخب سوري حر لكرة القدم"، يمثله لاعبون منحازون للثورة ويحترفون اللعب في البلدان العربية ومختلف دول العالم .