شارك وائل بمظاهرات مدينة السلمية بريف حماة، وتعرض للملاحقة الأمنية. اضطر بعدها للهروب نحو لبنان، بعيداً عن عائلته وعن الحلم الذي كان يراوده بترديد هتافات الثورة في مظاهراتٍ كبيرة بساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق.
يحاول وائل التعويض عن حلمه، بالعمل في مجال الاغاثة وتوزيع المستلزمات الضرورية على اللاجئين السوريين في مخيمات البقاع اللبناني. ويقول: "أريد أن أفعل شيئاً حقيقياً لبلادي وثورتي، علّ ذلك يعوضني عن الغربة التي أعيش فيها، حالياً وكأي شاب سوري أعيش حالة الضياع والتخبط، فلا مستقبل واضح أمامنا، لا أعلم حقاً إن كنت سأتمكن من العودة لسوريا أو لا".
اقرأ أيضاً: اللاجئون السوريون في لبنان تحت خط الفقر المدقع!
دفعت رؤى هي الأخرى، ثمنا باهظاً جراء توزيعها المناشير على طلاب الجامعة. وقد أكملت عامها الثاني بعيدةً عن عائلتها ومنزلها، "سافرت إلى لبنان مجبرة ووحيدة، دون أن أكمل دراستي الجامعية، عملت في المجال الإغاثي للمخيمات بشكل تطوعي لمساعدة أهلنا اللاجئين، علّي أعوض عن خروجي من سوريا، بالإضافة إلى عملي الآخر الذي أكسب من خلاله لقمة عيشي".
اختار أحمد "28عاماً" الإنشقاق عن الجيش الحر في الغوطة الشرقية، بعد تزايد انتشار الإسلاميين هناك، على حد قوله. يعمل أحمد اليوم على تأمين المعونات وإدخالها إلى المحتاجين في سوريا بشكل تطوعي، ما اضطره للعمل ليلا في غسيل الصحون بأحد المطاعم اللبنانية، ليتمكن من إعالة أسرته. ويتابع أحمد قائلا :"حالي كحال العديد من السوريين الذين يعانوا من صعوبة الحياة في لبنان، لكن ليس باليد حيلة، نريد أن نعيش".