يمشي أبو خليل في الظلام كل يوم، قابضا على عكازه، حتى يصل إلى مسجد القرية كي يرفع آذان الفجر. يقول لروزنة: "رغم قلة عدد المصلين في مثل هذا الوقت، إلاً أني ارفع الأذان، وأقيم الصلاة بالناس إن لم يكن الإمام حاضراً". يؤكد الرجل الذي يتجاوز عمره الستين عاماً، أن الأذان لم ينقطع عن القرية منذ أكثر من مائة عام، قائلا: " يجب ألاً نتوقف رغم القصف والاشتباكات". كان أبو خليل يؤذن عبر نافذة المسجد، لعدم إمكانية استخدام مكبرات الصوت نتيجة انقطاع الكهرباء، حتى قام أهل القرية بتأمين مولد كهربائي للمسجد. يزوده أبو خليل دورياً بالوقود اللازم للعمل، رغم أنه لم يستلم مرتبه الشهري، منذ عدة أشهر، بسبب انقطاع الطرق بين مدينة اللاذقية والريف