منى المير - مصياف|| تزور الفنانة السورية رغدة ، عدة قرى في ريف مصياف. يرافقها حراسها الشخصيون، وتتقدمهم سيارة مليئة بعناصرأمنية ، ويتم تحديد خط سير الرحلة مسبقاً بدقة! . يختار المشرفون على الزيارة أشخاصاُ محددين لزيارتهم، فالأسر التي خسرت من أولادها أكثر يكون حظها بالزيارة أوفر.
ولدى وصول رغدة إلى القرى تقدم العزاء لأسر قتلى جيش النظام، تزرع الورد على قبورهم ، وتقرأ الفاتحة مع ذويهم، وقد تربت على جراح المصابين منهم . تتناول الفطور البسيط ، أو تكتفي بقطعة فواكه ، و تشرب شايا عند إحدى العائلات، لكنها عند الجميع تتحدث عن قيم التضحية من أجل الوطن وقائد الوطن.
يقول وليد إن حضور النجمة رغدة، ومواساتها النبيلة كان بلسما لهم كعائلة، وخفف وجودها من غياب أخيه الذي قتل على الجبهة بحسب تعبيره . "لن أنسى انحناءها وتقبيلها تراب قبره، هذه المرة الأولى التي يزورنا فيها من يعرفه الجميع ، لقد تركت فينا أثراً ايجابياً.. نسينا في حضورها الكثير من حزننا".
امرأة حديدية
تعرضت رغدة في بداية الثورة لانتقادات شديدة بسبب وقوفها مع النظام السوري. أعلنت ذلك في الحفلة التي أقيمت في مدينتها حلب.عندما شاركت المؤيدين قسم الولاء لسوريا ورئيسها. ثم ألقت قصيدة في القاهرة تمدح فيها الرئيس السوري. فتعرضت للضرب من أحد الحضور.
يقول محمد من قرية ربعو في ريف مصياف "نحن نخسر شبابنا كل يوم كرمى لعيون الوطن، ولا نستطيع المزاودة على الفنانة رغدة، فهي أيضا خسرت الكثير ولم تتراجع"، ويقارن محمد بينها وبين فنانات من الطائفة العلوية، كفدوى سليمان ولويز عبد الكريم، يصفهن بالخائنات، بسبب وقوفهن مع المعارضة، أما رغدة التي تنتمي للطائفة السنية فقد وقفت مع جيش بلدها ضد الارهابيين كما يقول محمد " انها امرأة حديدية" .
جائزة ترضية
احتفى القيمون على شبكات الأخبار الموالية بزيارة الفنانة رغدة للقرى السورية . فانتشرت صورها على صفحاتهم . كما تحدثت الصفحات عن زيارتها مواقع جنود النظام ، ووصفت بأنها الملكة التي ترفع همم الرجال، وكانت الصفة المتفق عليها "الفنانة المقاومة".
الا أن أبو نبيل الذي فقد ولده يعلق "كنت أحلم بالجائزة الكبرى، وهي عودة ولدي سالماً، لكن زيارة رغدة لنا كانت جائزة ترضية.. لا يعنيني حضور نجوم العالم كلها ..أريد ولدي فقط ".
يرسل النظام مندوبين بين الحين والآخر إلى المناطق العلوية خاصة، محاولة منه لشحذ الهمم ، والتعويض المعنوي للخاسرين، وقد يكون المندوبون فنانين أو سياسيين ، أو رجال دين. ويتذكر أهالي مصياف حضور المحلل السياسي طالب ابراهيم الى المركز الثقافي في المدينة ، ثم خالد عبود الذي زار عدة قرى ، وألقى خطباً حماسية، ويقول أيمن وهو معارض من مصياف أن جميع من جاء لم يترك أثراُ بالناس كما فعلت رغدة وذلك بسبب التواضع الذي أظهرته، وجلوسها على تراب بعض قبور الضحايا بحسب رأيه ، يتابع أيمن " رغدة التي مثلت في فيلمي التقرير والحدود، كان عليها أن تكسب منهما شيئا، أقله الدفاع عن المظلوم، لا تشجيع الظالم على ضرب المناطق الخارجة عن سلطته بالكيمياوي، كما صرحت في احدى المرات" .
ويعتبر أن المبادرات التي تقوم بها "دمى النظام" في مناطق العلويين تؤتي أكلها أحيانا، وتصيب بعض أهدافها، لكنها تصيب مقتلاً أيضا، بسبب ما يقومون به من تحريض وتكريس لرؤية أن الحل هو المزيد من الرصاص بحسب رأي ايمن "رغدة لم تأت الينا ممثلة، جاءت مندوبة مبيعات تروج بضائع النظام" .