خبر عادي.. زوجي حسام الظفري استشهد

 خبر عادي.. زوجي حسام الظفري استشهد
تحقيقات | 25 مارس 2014

منى المير_ مصياف||

"خبر عادي.. زوجي حسام الظفري استشهد".. بهذه العبارة ختمت السيدة هيفاء زوجة "حسام الظفري" قائمة طويلة من أسئلة دارت حول أخباره التي انقطعت بعد اعتقاله من قبل المخابرات السورية منذ عام تقريباً.

يقول "حسن" أحد أصدقائه أن حسام اعتقل أول مرة في مصياف ، وخرج بسرعة ليتابع نشاطه تماماً كما في السابق. اعتقل مرة ثانية في ظروف غامضة وكان "حسن" يحاول الاتصال مع صديقه على هاتفه النقال ولكنه كان دائماً خارج التغطية. وكان غريباً أن يرجع هاتف "حسام" للرنين مرة أخرى بعد اعتقاله لمدة عام تقريباً، الأمر الذي جعل العائلة تقلق وتتساءل عن السبب!.

وصل خبر وفاة "حسام الظفري" عن طريق أحد الوساطات التي حاول الاصدقاء الاستعانة بها لمعرفة مصيره. وقال الوسيط ببساطة "ليست هناك أي تفاصيل، وليس هناك جثمان للبكاء عليه.. ستصلكم شهادة الوفاة قريباً". وفور وصول الخبر وصلت مفارز الأمن إلى منزل "حسام" لمنع خروج أي مظاهرة ، أو احتجاج، أو خبر لا يعجبهم بحسب قول "حسن".
اعتقل "حسام" مع صديقه "علي مصطفى" منذ قرابة العام، ولم يتسرب أي خبر عن سلامتهما أو مكان اعتقالهما. وامتنع ذوي الشابين عن القيام بأي حملة دعم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، خوفاً على حياتهما، إلا أن ذلك لم ينفع على ما يبدو.

 

ليست المرة الأولى..
يقول "رامي" وهو ناشط في مدينة مصياف أن هناك عدة شباب قتلوا تحت تعذيب قوات الأمن السورية منذ بداية الثورة. فقد ادعى الأمن أن "محمود شيحاوي" مات بجلطة قلبية، لكن اصرار أهله على الكشف عن الجثمان وتصويره، أوضح تماما أنه كان قد تعرض لتعذيب شديد قبل موته.
فيما وصل جثمان "عامر الهيبة" إلى مصياف بعد اعتقاله فترة طويلة في حمص بتهمة "الإغاثة" نُبش قبره من مقبرة جماعية في دمشق، وتم تسليمه لأهله ليتم دفنه في مصياف وسط حضور أمني كثيف.
يقول رامي: "دفناه بصمت، لم نستطع حمل الورود التي يحبها في جنازته".

 

معتقلون منذ البداية

اعتقلت الجهات الأمنية الكثير من شباب مدينة مصياف .محاولة منها كتم صوتها الذي ظهر ليدعم الثورة .وتعددت التّهم من التظاهر ، وصولاً إلى حيازة السلاح . ومن لم يقتل تحت التعذيب أو لم يسعفه حظه بالإفراج عنه، ما يزال في سجونهم حتى اليوم.
يتحدث "أبو الكرم " وهو معارض من مصياف عن اعتقال عشرات الشباب في المدينة: "لم تقبل الجهات الأمنية بوصول صوت مصياف المعارض، خوفاً من دخول الأقليات على خط الثورة، لذلك كانت عقوبة المعارضين كبيرة جداً.. وذلك لارهاب الآخرين " .

مازال "أحمد وطفة" معتقلاً منذ ما يزيد عن العامين في سجون النظام، بالرغم من كونه بحاجة لرعاية خاصة بسبب إعاقته الشديدة. وجّهت له تهمة "حمل السلاح" بالرغم من كونه لايستطيع المشي من دون مساعدة!.
يتناقل أهالي مصياف كلام "احمد وطفة" الذي قاله لرئيس فرع الأمن العسكري في حماه عندما وعده باطلاق سراحه : "أنا لن أخرج من هنا إلا بعد سقوط النظام.. لن أخرج من هنا إلا إلى الحرية!".


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق