أم عبدو وآخر يوم في باب سباع

أم عبدو وآخر يوم في باب سباع
تحقيقات | 25 مارس 2014

أقسم "أبو عبدو" أنه لا يوجد أي سلاح في البيت. لكن "الشبيحة" أقدموا على قتله مباشرة. وترافق ذلك بوابل من الرصاص أطلقوه داخل البيت وعلى السقف مثيرين حالةً من الذعر تملكت أولادها الصغار. قبل أن يغيب "عبدو" عن نظرها أجبروه على الركوع للأسد ، ثم أطلقوا رصاصة على رأسه. غريزة الأم جعلت "أم عبدو" تتمالك نفسها لكي تحمي بقية أولادها، وفي تلك الليلة فرت بهم لتبدأ بذلك رحلة التشرد. تاركةً جثماني ابنها وزوجها في البيت، بعد أن طلبت من ابنتها الكبرى أن تغطيهما بالشراشف. اكتشفت بعدها أن الشيء المرعب الذي حدث في بيتها تكرر في كثير من بيوت الحي، إذ كانت جثث جيرانهم ومعارفهم مرمية في مداخل الأبنية والأزقة الجانبية للحي. تنقلت أم عبدو من مكان إلى آخر طيلة شهور عديدة داخل سوريا. وكان القتال وانعدام الأمان يلاحقانها حيثما حلّت، فاضطرت للفرار إلى الأردن لتسكن في إحدى خيام "الزعتري" ، مصرة على إكمال حياتها كرمى لأطفالها الحالمين بمستقبل أفضل.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق