قُتل "محمد" الذي كان ضابطاً في صفوف جيش النظام السوري في معارك مع المعارضة السورية بالغوطة شرق دمشق. وأقيم في عزاءه حفل كبير حضره أحد المشايخ الشيعة القادمين من لبنان. والذين يحضرون بالتنسيق مع زعامات "حزب الله اللبناني" محاولين التأثير بالسوريين في المناطق المؤيدة ورفع معنوياتهم.
شيوخ حزب الله..
يقول "حسن" ابن عم "محمد" إن الجميع وقف عند دخول الشيخ "عباس" دار العزاء. وبأن حضور الشيخ ترك أثراً في نفوس الحاضرين، أكثر مما يتركه حضور المشائخ "العلويين" عادة. ويعتقد "حسن" أن دور "حزب الله" لا يتوقف على مساندة النظام عسكرياً عن طريق إرسال جنود ومقاتلين، إنما يتعداه ليصل إلى دفع الحاضنة الشعبية لبذل المزيد من التضحيات عن طريق إرسال رجال دين يحرضون الناس بطريقة طائفية بحسب تعبيره.
يضيف حسن: " لا أوافق، والعديد من أصدقائي على نهج "حزب الله". وأعتقد أن التقاطع العقائدي بين العلويين والشيعة يسبب تباعداً بين العلويين والسنة في سوريا".
دعوات حجاب
يراقب "أبو عمار" تمدد حزب الله اللبناني ، في الساحل السوري وانحسار وجوده في باقي المدن السورية الداخلية ذات الغالبية السنية. ويقول"أبو عمار" الذي قضى عدة سنوات في سجون النظام بتهمة "إيهان عزيمة الأمة" إن جمعية "البستان" التي أسسها ويديرها "رامي مخلوف" ابن خال الرئيس السوري تلعب دوراً كبيراً في تشييع العلويين الموجودين في مدن الساحل السوري، مضيفاً أن هذه الجمعية وجمعيات أخرى يديرها أقرباءٌ للرئيس لعبت دوراً مهماً في تأسيس ميليشيات الشبيحة.
ويقول "أبو عمار" إن تدخل حزب الله، ومن خلفه إيران في مفاصل الحياة، لا يقتصرعلى العسكرة والقتال، حيث تحولت بعض الجوامع في الساحل، إلى ما يشبه "الحسينيات" كجامع "الزقزقانية" في مدينة اللاذقية، حيث يتم تشجيع الفتيات على ارتداء الحجاب على الطريقة الشيعية. وتعرض عليهن مبالغ مالية مكافأة على الالتزام.
لم يقتصر على العلويين!
يؤكد "أبو عمار" حصول العديد من الطلاب السوريين على منح دراسية في الجامعات الإيرانية لاستكمال دراستهم في فرع معين، لكنهم يتفاجئون هناك بأن خطتهم الدراسية تغيرت ليصبح اختصاصهم دراسة الشريعة الإسلامية.
ويقول "ابو عمار" أن تمدد التشيع لم يقف عند الطائفة العلوية إنما يتوجه ليشمل الطائفة الإسماعيلية أيضاً. فقد تحول جامع "الرسول الأعظم" في مدينة مصياف في ريف حماه إلى جامع شيعي تقدم فيه أفكار إسلامية متطرفة ودعوات حرب بين "أحفاد الحسين وأحفاد يزيد بن معاوية!!".
تابعت " سلوى" دراستها في الجامعة اللبنانية الاسلامية في دمشق، وعندما تخرجت منها قامت بنزع حجابها وعادت إلى قريتها الصغيرة في ريف مصياف. تقول "سلوى" إن دعاةً من حزب الله اللبناني تابعوا عملهم أثناء الثورة السورية. فأرسلوا متطوعين إلى إيران ليخضعوا لدورات مدتها خمسة عشر يوماُ ولا يبدو أنها فترة للتدرب على السلاح بقدر ما هي تعبئة عقائدية كما يسميها الموالون.
تقول "سلوى": "سافر واحد من جيراني إلى إيران وحصل على مائة ألف ليرة سورية مكافأة له. لكن المبلغ الذي تلقاه لم يمنع الرصاصة التي استقرت في عموده الفقري وتركته طريح الفراش إلى الأبد..".