تعذيب .. اغتصاب.. ومحاكمة إجتماعية

تعذيب .. اغتصاب.. ومحاكمة إجتماعية
تحقيقات | 18 مارس 2014

اعتقلت "ميساء صالح" من قبل قوات النظام السوري، وقضت مجمل فترة اعتقالها في فرع فلسطين في العاصمة دمشق. ستة أشهر كانت كافية لتجعل "ميساء" مطلعة على انتهاكات عديدة في فرع فلسطين.

تقول "ميساء" في حديثها لراديو روزنة أنها التقت في السجن نساءاً تعرضن للاغتصاب في سجون أخرى، لا سيما في سجون "جيش الدفاع الوطني"، وتقول ميساء أن سجون جيش الدفاع الوطني تختلف في اجوائها عن بقية الفروع الامنية ، لأنها لم تتشكل ضمن اطار قانوني أساساً. وتتعرض النساء بحسب "ميساء" لتعذيب ممنهج، وإرهاب ورعب مماثل لما يتعرض له الرجال إلى حد بعيد.

رهينات محتجزات..
يعتقل النظام السوري النساء لمواقفهنّ السياسية، أو لعملهن في الإغاثة أو في حقل الإعلام كما حصل في حالة "ميساء صالح" . لكنه يقوم أيضاً باعتقال النساء والأطفال كرهائن للضغط على الزوج أو الأب الذي غالباً ما يكون مطلوباً. ويقوم عناصر الأمن السوري بتهديد المطلوب بقتل زوجته او أطفاله فيما إذا لم يسلّم نفسه لقوات النظام. وكان السوريون قد تابعوا تسجيلات تصوّر زوجة واطفال أحد قادة "جبهة النصرة" أثناء تسليمهم لقوات المعارضة السورية في عملية تبادل بين معتقلات لدى النظام السوري، ومجموعة من الراهبات المحتجزات لدى "جبهة النصرة" منذ شهور عديدة.

وتتعرض النساء في مختلف المناطق السورية للخطف من المناطق المدنية حتى لو لم تكن لهنّ علاقة مباشرة بالحراك السياسي. وتستعملهنّ الفصائل المسلحة التابعة للمعارضة السورية لإنجاح عمليات تبادل الأسرى كما حصل مع عشرات النساء والأطفال في قرى تابعة لريف اللاذقية.

اغتصاب ومحاكمة اجتماعية
خرجت الناشطة "رويدة كنعان" من سجون النظام السوري في إحدى صفقات التبادل منذ أيام قليلة. وكتبت على صفحتها على "الفيس بوك" : "خرجت من الجحيم .. لكنني تركت هناك من أحب.. امهات تشتاق لأطفالها.. وبنات تخاف من نظرة المجتمع بسبب التعرض للاعتقال".

وتقول الناشطة "ياسمين مرعي" في حديثها مع راديو روزنة إن الكثيرات من المعتقلات ممن تعرضن للاغتصاب في السجن، أصبحن مطلّقات بعد خروجهن، وتم التخليّ عنهنّ في وقت كنّ بأمسّ الحاجة للدعم النفسي. فيما تعرضت نساء أخريات بحسب "ياسمين" للاستغلال الجنسي، والابتزاز والمقايضة، حتى على مستوى القاصرات. ناهيك عن فقدان الكثيرات لأزواجهن وأبنائهن بسبب الحرب.

وبالرغم من قسوة الظروف ترى "ياسمين مرعي" ان الثورة السورية اعطت للمرأة أفقاً جديداً لم يكن متوفراً من قبل. فقد أدت المرأة في سوريا دوراً مهماَ في نشر التوعية النفسية والمجتمعية ، إضافة إلى دورها في مسائل السلم الأهلي وحل النزاعات، وتعليم آلاف الأطفال المحرومين من المدارس والتعليم المنتظم. أكثر من عشرة آلاف امرأة لقيت مصرعها في الحرب حتى اليوم. ومعتقلات عديدات ومخطوفات .. في حين عانت اكثر من سبعة آلاف امرأة من العنف الجنسي بينهن أربعمائة قاصر. حصيلة جعلت الدم والدموع العنوان الأبرز الذي يحاكي معاناتهن خلال حقبة السنوات الثلاث الماضية .


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق