يقول خالد خليفة في لقائه مع راديو روزنة معلقاً على استلامه وترشحه لجوائز عديدة، أن التكريم الذي يحصل عليه الكاتب ضروريّ ، لكي يشعر بجدوى الكتابة "لكنني أقول أن على الكاتب أن ينسى الجوائز بعد أسبوع، ويعود للكتابة".
ويرى خليفة أن جائزة "نجيب محفوظ" للأدب تعني له الكثير بحكم كونها جائزة مصرية، تحمل اسم روائي كبير مثل "نجيب محفوظ". ويعتبر أن حصوله عليها هو تقدير كبير للرواية والأدب السوري.
الكاتب السوري "خالد خليفة" الذي ولد في "حلب"، كتب سابقاً روايته المعروفة "مديح الكراهية"، التي وصلت للقائمة القصيرة للرواية العربية "البوكر". يقول في حديثه لراديو روزنة إنه من الصعب للغاية الكتابة عما يحصل اليوم في سوريا "لا أستطيع الكتابة عن مواضيع حارّة ، بهذه الخفة وبهذه السرعة، أنا بحاجة لأتأمل كي أكتب عنها.. ما يحدث اليوم أكبر من أي خيال".
يضيف "خليفة" أن "الحدث مؤسف وكبير وفظيع.. لذلك أنا حالياً في مرحلة أراكم وأخزّن وأشهد وأحاول البحث.. لكنني لا استطيع أن أحدد متى سأكتب".
يجد البعض أن روايات "خالد خليفة" هي روايات سياسية تعمل على توثيق مرحلة تاريخية. لكن خليفة يقول إنه يقارب الحدث السوري مع الحدث الإنساني "ما حدث في الثمانينات ممكن ان يحدث بعد مائة عام في مكان آخر.. لأن الأصوليات دائما تتصارع.. المدنيون هم دائما الذين يدفعون أثمان صراع أصوليتين"، لذلك يعتقد خليفة أن روايته الأخيرة لا تتحدث فقط عن المجتمع السوري الذي دُمر.
هل هناك أدب خاص بالثورة؟
يرى "خليفة" ان الرواية السورية بخير رغم قلة الاسماء التي تقدم اعمالاً مهمة، ويعتبر بأنه لايمكن تصنيف الأدب السوري لمرحلتين "قبل الثورة" و "بعد الثورة"، مضيفاً "هناك أدب سوري خلال السنوات الماضية وأسماء تحاول أن تعمل وتقدم مشاريع ثقافية وإبداعية" ، لكن خالد خليفة يقول إنه لم يقرأ ما يمكن أن يعبر عن الثورة فعلاً "لم أرى كتاباً سورياً أثارني أو رواية أستطيع أن أقول أنها عبرت عن خمسين بالمئة مما يحصل في البلاد".
وجهتي الدائمة " دمشق"..
لا يغادر خليفة مدينته دمشق إلا قليلاً. وعندما قابلناه في القاهرة أخبرنا أن وجهته القادمة هي دمشق: "مكاني المفضل، ومدينتي المفضلة، وبلدي وأصدقائي وبيتي بالرغم من كل صعوبات الحياة.. وكل الموت..".
لا يشعر خليفة بالسعادة خارج سوريا كما يقول، ولا يرغب بالعيش في المنفى. ويعتقد أن الخوف وحده ليس سببا كافياً لمغادرة سوريا. فهو وعلى مدى ثلاث سنوات مضت، لم يكن ليشكّ بإمكانية موته لأتفه سبب كأي سوري آخر. "وجود السوريين في سوريا ليس مجانياً كما يعتقد البعض، بل الوجود خارج سوريا هو المجاني بالنسبة للكثير من الناس".
ديمقراطية مدنية لكل السوريين..
يرى خليفة سوريا في المستقبل ديمقراطيةً مدينةً حاضنة لكل أطياف السوريين، قائلا: "الشعب السوري ليس ثقافة واحدة وهذا شيء مهم يجب أن نعترف به ونحافظ عليه".
ومعركة الديمقراطية والدولة المدنية هي معركة السوريين فمن المفترض أن تكون داخل سوريا وليس خارجها بحسب "خليفة".