بعد ثلاث سنوات.. اللاذقية خالية من شبابها

بعد ثلاث سنوات.. اللاذقية خالية من شبابها
تحقيقات | 15 مارس 2014

كانت اللاذقية من أوائل المدن التي انتفضت بعد مدينة درعا، في عام 2011م. اجتمع عدد كبير من الناس في يوم الجمعة 25 آذار،  وبدؤوا من منطقة الحرش يتجمعون نزولاً حتى الطابيات إلى العوينة ومنها إلى الشيخ ضاهر، وهي مناطق في المدينة تقطنها غالبية سنية.
يقول "احمد" الذي شارك في مظاهرات اللاذقية:"خرجنا بأعداد كبيرة، الجميل وقتها كان الاختلاف الطائفي، وحضور نخبة من مثقفي المدينة ومعتقليها السابقين، وشباب من مختلف الطوائف، حتى الفتيات حضرن وبقوة وقتها، هتفنا لدرعا، لأطفال درعا، هتفنا لأول مرة لحرية حرمنا منها منذ أكثر من 40 عاماً".

المظاهرة التي بدأتها اللاذقية بشباب أحرار، من طوائف مختلفة وحضور كبير للإناث لم يعجب النظام وقتها، فهجم الأمن العسكري مع الشرطة على المتظاهرين، بمساندة سيارات للشبيحة وإطفائية بدأت برش الماء. وقُتل شاب واحد جراء الهجوم. في اليوم التالي قام الموالون بمسيرة مؤيدة في نفس المناطق، ما دفع أصحاب المحال التجارية لإغلاق محلاتهم، كما قال "أحمد".

قناص في المقاهي
تقول "ريم" وهي ناشطة قامت بتوثيق أحداث اللاذقية وتصوير العديد من المظاهرات، إنها تتذكر الجمعة الثانية التي مرت على اللاذقية، وكيف قام شخص بإلقاء شعارات طائفية. وتم إبعاده عن المظاهرة التي حصلت في شارع القوتلي وقتها، لكن ما لن تنساه "ريم" بحسب قولها هو قنص شاب من عائلة "أندرون" في اليوم التالي. "شاب في زهرة شبابه، خرج ليسقط التمثال، مندفعاً فما كان إلا أن سمعنا طلقة أردته قتيلاً، ومن قنصه ليس برجل أمن بل شبيح، يجلس في المقاهي وهو مرتاح البال بأنه قتل عدوه، وكأن الشاب ليس بسوري!!".

إيد وحدة!!
قبل يوم من ذكرى عيد الاستقلال السوري خرج عدد من الشباب من سكان مدينة اللاذقية في مسيرة شموع كبيرة، وذلك تضامناً مع شهداء مدينة درعا. يقول "كامل" انه حضر هذه المظاهرة الصامتة والتي فضها الأمن بسرعة شديدة. "في اليوم التالي هتفت الجموع "الجيش والشعب يدٌ واحدة" وحدث إطلاق نار بكثافة في الهواء وأطفئت أنوار الشارع وفتحت المياه على الجموع وبعدها فتحت النيران أيضا" ، يؤكد "كامل" أن لا أحد استطاع تقدير كمية الرصاص لكنهم عرفوا أن النظام ماضٍ في إيقافهم ولو اضطر لقتهلم جميعاً وقام بشطف الشارع المليء بالدماء بعدها.
اليوم وبعد ثلاث سنوات من اندلاع الاحتجاجات في البلاد لم تعد اللاذقية كما كانت. فرغت من شبابها، الذين هاجروا للخارج أو هربوا للريف ليقاتلوا في صفوف الجيش الحر. لم يعد سكان اللاذقية نفسهم، فالمدينة اليوم تعج بالنازحين من مختلف محافظات القطر، واللاذقية كغيرها من المدن تنتظر نهاية هذا الكابوس لتضمد جراحها.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق