سماسرة الهجرة.. نصب واحتيال

سماسرة الهجرة.. نصب واحتيال
تحقيقات | 11 مارس 2014

هرب "مصطفى" من سوريا إلى بلد مجاور بسبب ملاحقة النظام السوري له، على خلفية مواقفه من الثورة السورية. وذلك بعد أن قدم مسرحية انتقد فيها قمع النظام السوري للحريات العامة. ويقول "مصطفى" في حديثه مع راديو روزنة إن "أحلامي التي فقدتها في سوريا، غادرت مع جسدي". فيما ينتظر الفرصة المناسبة لاستكمال دراسته الجامعية في المسرح. ليعود بعد الحرب للعمل في سوريا.

أما "حسن عنيزان" المجاز في اللغة الانكليزية ، فلم يعد يقتنع بفائدة وجوده في البلاد، في ظل تدهور المؤسسة التعليمية " الملل والخوف من المجهود هو اهم ما دفعني للتفكير بالهجرة، واعتقد انني محظوظ بوصولي إلى ألمانيا بطريقة غير شرعية". لكن "ايمن" وهو استاذ أيضاً لم يكن محظوظاً كزميله. فقط تعرض لعدة حالات نصب من قبل سماسرة التهريب إلى اوروبا. وفشل في الوصول إلى البلد الذي قصده عدة مرات. ويؤكد أيمن أنه لم ييأس بعد. وبأنه ما زال مصراً على المحاولة، فهو لم يعد يستطيع التأقلم مع الواقع في سوريا بعد اليوم.

في تاريخ سوريا المعاصر وقبلها إبان الإحتلالين العثماني والفرنسي ، مرت سوريا بعدة هجرات تنوعت بين القسرية التي فرضتها الأزمات والمعارك، والهجرة للشباب الباحث عن مستقبله ، " السفر برلك" الهجرة التي قصدها الشباب السوري نحو البلدان العربية المجاورة هرباً من الجندرمة التركية ، " وهجرة الذهب" التي قصدها الشباب الطامح لتكوين ثروة متجهاً نحو القارة اللاتينية، هاتان الهجرتان كانتا من أهم الهجرات التي طرأت على بنية المجتمع السوري ، فبلغت نسبة السوريين المقيمين خارج سورية حسب آخر الإحصائيات الحكومية نحو عشرين مليون سوري .

يرفض " محمد" الطالب الجامعي في هندسة الاتصالات، بشكل قاطع فكرة الهجرة. " فمن سيحمي الوطن اذا بحث كل شاب عن مصلحته الشخصية، فالهجرة في هذا الوقت يعتبر خيانة!!".

حذر مركز السلام لضحايا الاتجار بالبشر والعنف من أن المهاجرين غير الشرعيين من السوريين، باتوا ضحية للمافيات وعصابات الإتجار بالبشر. وبحسب إحصائية نشرها المركز، لايمضي يوم أو يومان إلا وتنتشل خفر السواحر الأوربية جثث لسوريين غرقوا في البحر الابيض المتوسط، بعد تعرضهم للحداع من قبل السماسرة والمافيات المنتشرة في ليبيا ومصر وتونس والجزائر وارسالهم في قوارب صغيرة في رحلة تنتهي غالبيتها إلى طريق الموت غرقاً .


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق