طفل الراب من اليرموك إلى شاتيلا

طفل الراب من اليرموك إلى شاتيلا
تحقيقات | 09 مارس 2014

ينتمي "محمد" ذو الثانية عشر عاما، إلى عائلة فلسطينية نزحت بفعل الصراح في سوريا من مخيم اليرموك بدمشق إلى مخيم شاتيلا في بيروت، تاركاً خلفه جدران مدرسته المهدمة وصور مغنيي الراب التي لطالما أغمض عينيه الصغيرتين وهو ينظر إليها على حائط غرفته قبل النوم، بحسب قوله. يحلم محمد، الذي يصنع الإيقاع عبر فمه، بالوقوف على مسرح عالمي والعزف أمام ملايين الحشود، ويتحدث عن شوقه لمدرسته الكائنة في شارع العروبة بمخيم اليرموك. يحن لمشاكسة أساتذته والقيام بحيله المعتادة برفقة أصدقائه، أما الآن فيمضي معظم أوقاته بعد المدرسة في الاستماع إلى موسيقى الراب على التلفاز، حتى يطور من مهاراته الموسيقية، كما يقول. هرب "أيهم" هو الآخر برفقة عائلته تحت القذائف من بلدة عقرب بدرعا، ومضى على وجوده عام كامل في شاتيلا، يعشق غناء الراب بصوته الصبياني، ويؤلف برفقة محمد ، الذي التقاه صدفة، أغان مستمدة من واقعه الطفولي المرير، ويقول لروزنة: " حالفنا الحظ في الخروح على قيد الحياة أنا وعائلتي، مازلت أحلم بالعودة إلى بلدتي التي تهدمت جراء الحرب وكل أمنياتي هي غناء الراب أمام جميع أهالي البلدة". شقاوتهما التي لاحدود لها تعكس حبهما للحياة بكل تفاصيلها حتى وإن كانت مؤلمة، فهما مصممان على بلوغ طموح يكبر كلما تقدما في السن.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق