تقول مها "اسم مستعار" أنها تتعرض للتفتيش الدقيق على مدخل الحديقة، مؤكدة أن الكثير من الأهالي امتنعوا عن زيارة الحديقة، بسبب هذه الإجراءات، إضافة إلى المشاهد التي يرونها داخل المدينة المحافظة إجتماعيا، "فكل عسكري يكون إلى جانبه فتاة أو اثنتان من المتطوعات في جيش الدفاع الوطني، في موقف ينافي الحشمة". يؤكد كامل أن قوات النظام تقوم بتجنيد المخبرين في الحديقة، لقاء مبالغ مالية، وأن أغلبهم يكون من المراهقين والنازحين من المناطق التي تتعرض لقصف، في استغلال واضح لحاجتهم إلى النقود. وبحسب كمال فإن "الجواسيس يتنكرون بأزياء ومهن مختلفة كبائع القهوة أو بائع المكسرات أو مصور فوتوغرافي". ويشير كامل إلى أن "الشبيح" قد يفتعل مشكلة مع مدني فقط لأن نظراته لم تعجبه، حتى أنه قد يلفق له أية تهمة ويقوده إلى فرع الأمن العسكري أو فرع أمن الدولة، و"عندها وحده الله يعلم مصيرك"، على حد تعبير كمال. الحديقة العامة، معلم مهم في مدينة حلب، أقيمت على قطعة أرض أهداها "مجد الدين الجابري" رئيس بلدية حلب عام 1947، إلى سكان المدينة، وتبلغ مساحتها سبعة عشر هكتارا، ويمر وسطها نهر "قويق". وللحديقة أكثر من مدخل، البوابة الرئيسية عبارة عن درج يبلغ عرضه عشرين متراً وعلى جانبيه نوافير مياه وأمامه تمثال أبو فراس الحمداني.