يقول أحد الموظفين في شركة الحبوب لروزنة: "مضى على خدمتي في الشركة أكثر من خمس سنوات، وضمن الأحداث الجارية أصبحنا نعاني من مشكلة استلام مرتبنا الشهري، خاصة بعد حصر استلامه في مناطق النظام وبشكل شخصي حصراً، وهذه المعاناة تواجهنا كل آخر شهر إذ أصبحت بمثابة المغامرة بأرواحنا مقابل الحصول على حقنا". ويعبر الموظف عن حالة الرعب التي تصادفه عند اجتياز معبر كراج الحجز الذي يفصل بين المناطق التي تسيطر عليها المعارضة وتلك الخاضعة للنظام، فكل شهر عليه أن يواجه خطر القناصة والخوف من وقوع تشابه بالأسماء. بعض الموظفين ممن التقتهم روزنة، تحدثوا عن أشخاص قطع مرتبهم الشهري بسبب مشاركة أحد أبنائهم أو أحد أقاربهم في نشاطات المعارضة، فيما يفضل آخرون عدم الذهاب إلى مناطق النظام من أجل المرتب، كي لايتم اتهامهم بالعمالة للنظام. تصدر حكومة النظام السوري بين الحين والآخر، قرارات بفصل عشرات العمال من القطاع العام، تحت مسميات الإصلاح الاقتصادي أو مكافحة الفساد أو بتهمة مشاركة صاحب الوظيفية في نشاطات "إرهابية" كما يسميها النظام. "أحمد" أستاذ مدرسة، انقطع راتبه فجأة، وعند استفساره عن الموضوع علم من أحدهم أن تقريرا أمنيا كتب بحقه، وهو ما يعرضه للخطر عدا عن قطع راتبه. ويضيف: "الآن أكملت الستة أشهر دون راتب، وبالرغم من نصيحة البعض لي بمراجعة الأمر إلا أني لم أجرء على المخاطرة والذهاب بنفسي".