صدر قرار أمني منذ أسابيع في مدينة دمشق، يفرض بموجبه على أصحاب المحلات التجارية طلاء واجهات محلاتهم بألوان "العلم الأحمر". و يقول خالد وهو صاحب محل في دمشق لراديو روزنة أن عناصر المخابرات أجبروه على طلاء واجهة محله، وبأن كل فرع أمني مسؤول عن تطبيق القرار في المنطقة التي يسيطر عليها ضمن المدينة وريفها، ويجزم خالد أن كل شخص يخالف تعليمات الدهان من الممكن أن يتعرض للاعتقال والإهانة، و من الممكن أن تغلق السلطات محله "في الأيام الماضية كان عناصر الأمن يجولون على المحال ويطلبون منهم مبالغ كبيرة كي يقوموا هم بعملية الدهان وإلا فعلى التاجر أن يتم المهمة بنفسه بأسرع وقت".
يقول عمار في حديثه مع راديو روزنة "أنا تاجر وأملك محلاً، ومن غير المقبول أن يفرض علي أحدهم دهان واجهة محلي بلون يرغب به هو! . يعتبر عمار أن علم بلاده موجود في وجدانه، وبأن أي عمل يقوم به في حياته يعبر عن اخلاصه لبلاده، ولكنه يرفض أن يجبر على دهان محله " هذا أمر غير مقبول ويدل على أننا نعيش في دولة غير حضارية".
يعتبر البعض أن دهان واجهات المحلات بلون موحد يضفي المدينة جمالاً ، ويضفي عليها ألواناً جميلة، ومن الممكن أن يفسره آخرون على أنه حالة من الانسجام والتلاحم، لكن ناشطين اعتبروا أن المظهر لا يمكن أن يخفي الواقع واختلاف وجهات النظر التي تفرق بين أبناء المدينة. أحد التجار يعتبر أن الناحية الجمالية مهمة، ولكن التكلفة الماية كبيرة على المواطنين خاصة أن التجار يضطرون لدفع مبلغ يتراوح بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف ليرة سورية، ويعتبر التاجر أن إجبار الناس على دهان العلم الأحمر الذي يعتبره البعض علم النظام السوري يزيد الحقد والتفرقة بين الناس على حد تعبيره.