أبو محمد و هو بائع غاز يشتكي من تفاوت الاسعار في الفترة الأخيرة و يعلل لنا السبب الكامن وراء ذلك وفقا لرؤيته "انقطاع الطريق و المشاكل.. حيث ان الاسعار سابقا كانت ملائمة للمعيشة و للمواطن الفقير لكنها الان غير مناسبة “
أبو جوان بائع غاز آخر يعمل منذ اكثر من عشرة سنوات في تجارة الغاز، يبين لنا الفرق بين سعر الغاز قبل عامين وبين سعره اليوم. نافيا أن يكون قد حصل أرباحاً أكثر بسبب هذا الارتفاع "في بداية الأزمة كان السعر حوالي 1500 ليرة حيث كان الربح 200 ليرة و الان سعر الجرة هو 4500 ليرة و ما زال الربح على حاله يتراوح بين 150 و 200ليرة".
همّ ارتفاع سعر الغاز زاد على هموم الموظف الرسمي في مؤسسات الدولة، و هنا يجد أنس أن جرة الغاز أصبحت عبئا كأجار المنزل و بات الراتب وحده غير قادر على تغطية كل مصاريف المنزل: "راتبي23 الف ليرة سورية و جرة الغاو بحوالي 5000 ليرة سورية أي أنها تقريبا تقدر بربع راتبي و هي تعتبر عبئا اضافيا على مصاريف المنزل و معيشتنا تحت المتوسطة".
صدرت عدة مراسيم حكومية زادت رواتب الموظفين ، لكنها بحسب الناس زيادات وهمية غير متناسبة مع ارتفاع الاسعار، وهذا ما أكد عليه أنس " سابقاً كان الراتب من 350 الى 400 دولار و جرة الغاز كان سعرها 10 دولار الان جرة الغاز بثلاثين دولار و سعرها غير ثابت و الراتب رغم الزيادات بات حوالي 150 دولار فقط".
الكثير من الناس لا يستخدمون الغاز اليوم في بيوتهم، سواء للطهو أو للتدفئة، وظهر من جديد ما كان يسمى "البابور" إلى واجهة المطبخ القامشلاوي، بعد أن تحول إلى قطعة "انتيكا" كونه يعمل على مادة الكاز الأكثر توفراً من غيرها ويقول أحمد معلقاً : "لا يوجد لدينا غاز.. نقوم باستخدام (البابور) رغم اضراره الصحية ".
تتعدد اسماء هذه المدينة وفقا لعرق المتحدث فهناك قامشلو، و قامشلي، و القامشلية ، و زالين، و الاسم الرسمي القامشلي، و لكن الجميع يقف على الدور منتظرا ربطة الخبز، و بحثا عن الغاز حيث تتجلى نظرية "الكرامة مفهوم اقتصادي" واقعا ملموسا في المدينة