في اللاذقية إغاثة فاسدة وجنود مجهولون

في اللاذقية إغاثة فاسدة وجنود مجهولون
تحقيقات | 31 يناير 2014

علي الجبلاوي - اللاذقية|| سمعنا مراراً عن جنود مجهولين ينقذون الأرواح ويعيلون البشر، دون أن نعرف من هم أو من وراءهم أو من يذكر فضلهم، لكن في سوريا، وفي الداخل بالأخص الجنود المجهولون هم عمال الإغاثة، الذين يقضون وقتهم في إغاثة النازحين، والمتضررين من الحرب الدائرة في سوريا.

هلال أحمر فاسد!

محمد "اسم وهمي" متطوع في فريق الهلال الأحمر السوري في اللاذقية، طالب في كلية الاقتصاد في جامعة تشرين، انضم للهلال الأحمر منذ أن بدأ النازحون يتوافدون إلى اللاذقية " لم أفكر يوماً بما سأجني من عملي، عندما سمعت بفتح باب التطوع في الهلال الأحمر السوري في اللاذقية لم أتردد قدمت طلب انتساب وبدأت في العمل". 

لكن محمد الذي قبل بالعمل بدافع إنساني وكرس كل وقته للعمل في المجال الإغاثي، لم يخطر بباله أن الهلال الأحمر في اللاذقية تابع للنظام السوري "ويعمل بنفس العقلية والأسلوب والمحسوبيات" بحسب قوله. ويقول محمد ان المعونات المقدمة ليتم توزيعها تُسرق علناً أو بشكل مخفي، من قبل بعض مسؤولي الهلال أو بعض الموالين للنظام المتنفذين.

اكتئتاب

رويدة "اسم مستعار، ناشطة في إحدى جمعيات الإغاثة التي نشطت خلال الفترة الأخيرة في اللاذقية، وصلت لدرجة تعالجت نفسياً بسبب عملها مع النازحين.  فرؤية المنكوبين بشكل يومي، وعدم قدرتها على فصل عملها عن حياتها الخاصة جعلها تقع في أزمة نفسية أنهكتها "قد يبدو الموضوع بالنسبة للكثيرين تافهاً، لكنني وصلت مرحلةً بتّ غير قادرة على سماع أوجاع الناس، أحياناً وأنا أملأ قوائم للنازحين يمر اسم قابلته فأتذكر قصة حياته التي سردها لي صاحب الاسم بدوره ويعتريني القلق، وجدت نفسي مثقلة بهموم لم أعد قادرة على تحملها، ولست قادرة على مساعدة هذا الكم الهائل من البشر".

 تناولت رويدة مضادات الاكتئاب لمدة تزيد عن الاربعة  أشهر ، حتى بات من الصعب استمرارها بالعمل فاضطرت للتوقف عنه. "لم أنتظر الشكر من أحد، لكن بعد عدة مناسبات قام بهام مؤيدو النظام وتمت تغطيتها إعلامياً وصوروا على أنهم هم من يعيل الأسر، ومن ينقذهم كدت أجن تماماً، لا لأنهم نسبوا الفضل لهم، بل لأنهم حقاً لم يساعدوا هذه الأسر، ولو ساعدوهم ما وصلت لحالتي هذه!!"

بطل يظهر على التلفاز

ترغب  علا "اسم مستعار" وهي مديرة أحد المشاريع الإغاثية في اللاذقية بالعودة إلى حياتها الطبيعية، وتريد ان تعيش أيامها بأمان "بعد أن تنتهي الحرب، سيعود الجميع لبيوتهم، وسنعود لما كنا عليه، سأكمل حياتي كما كانت عليه، وسأحاول ردم الشقوق التي شقتها الحرب في قلبي، وعندها لن يذكر اسمي أو اسم أي من أعضاء فرقي بأننا ساعدنا بشراً كثيرين أو أننا أنقذنا عوائل من الجوع، بل سيذكر اسم من ظهر على التلفاز ، ونبقى نحن جنود مجهولين ولن نطلب أكثر من ذلك".


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق