العالم أتى لجنيف2 لكي يدير السورنة، التي باتت تحتاج لإدارة، من أول مفرزات جنيف2 كان التالي:
1- النظام بوصفه ممثلا للكتلة التي تقف معه، طوعا أو خوفا.
2- تسريب التقرير حول مقتل 11ألف سوري تحت التعذيب في أقبية النظام، تصبح لدينا المعادلة كالآتي:
تدمير المدن بالقصف المدفعي وغيره، قتل المدنيين بالسلاح العادي أولا ثم الكيماوي حتى وصل العدد لأكثر من 200 ألف ضحية سورية، 11ألف يموتون جوعا وتعذيبا في أقبية المخابرات، وكل الخبراء والمنظمات الدولية المعنية، يقرون بصحة التقرير وماجاء فيه، مما دفع بداوود اغلو وزير خارجية تركيا للقول: أن هذا النظام يجب ان يذهب للاهاي وليس لجنيف. ومع ذلك لا تزال دول أصدقاء سوريا تصر على أن جنيف2 هو الطريق للحل السياسي. لهذا هي تقول للعالم من حيث أرادت أم لم ترد- وهي تريد- رغم كل هذا ومعرفتنا به وأكثر لايزال آل الاسد طرفا يجب التفاوض معهم- أمريكيا- والتحاور معهم- روسيا. بالمختصر المفيد: لايزال يتمتع بشرعية الولايات المتحدة الأمريكية.
3- تم كسر كل لاءات الائتلاف المعارض حول رفض التفاوض مع النظام إلا من أجل نقل السلطة. حيث تم التفاوض معه من أجل قضايا إنسانية- معتقلون وحمص- ودخلنا في محطة تفاوضية بلاحدود، ولا محددات.
4- تقاطع المصالح الأمريكي الإسرائيلي شكل الغطاء الدولي والقانوني للنظام الأسدي. والروس والإيرانيين مساند خاسر للمعركة في النهاية، لأن الطرفين عجزا عن تقديم رؤية سياسية لمستقبل سوريا. إيران لا بديل لها سوى الأسد. وروسيا ربما يفكر بوتين بفرض صيغته في حكم روسيا!! إيجاد شخصية أخرى تتنافس انتخابيا مع آل الاسد- مديفدييف سوري- وشخص ثالث يبقى للأبد وزيرا للخارجية بمعزل عن أية عملية انتخابية- لافروف سوري- أقول ربما شيئ من العبث. مع ذلك يجب التعامل مع من يقدم الدعم بالمال والسلاح والمرتزقة لإستمرار المذبحة. والمعارضة تعاملت مع هذا الوضع بسهولة سعودية قطرية.
5- قبول المجتمعين جميعا بخطة تحويل الأكثرية الدينية- الطائفية في سوريا إلى أقلية سياسية. وإلا لاحل. بعيدا عن تنميقات الحديث عن الدولة الديمقراطية والعلمانية والمدنية. الأمريكي لا يفكر بنا بهذا الشكل بل يفكر بنا لبنانيا وعراقيا.
6- أكثر من عشرة ملايين سوري كلهم من سنة سوريا باتوا الآن خارج المعادلة. لكنهم رقم وتبعات على دول الجوار، يحتاج لإدارة من هول ما جرى لهم.
7- اتضح أن الأسد عينه على تل ابيب. ولوحة يجب أن نراها أيضا ومدى انعكاسها علينا: بابا روما، بطرك روسيا، بطرك صربيا، لم أسمع تصريحا لبطرك اليونان حول سوريا.
8- كيري وسفيره روبرت فورد التزما الصمت تجاه الإهانة الدبلوماسية لوزير خارجية الأسد وليد المعلم. هذا يوضح بما لايقبل الجدل أنه حتى اللحظة لايزال التقاطع الأمريكي الإسرائيلي هو سيد الموقف الأمريكي. في هذه الأجواء يوجد وفد الائتلاف. بشكل عام اداء شخصياته دون المستوى المطلوب. الدول لاتدعم شخصيات مستقلة إلا اذا اضطرت لذلك. فهل كانت السعودية مضطرة لذلك؟
هذه النتائج غيض من فيض، مع ذلك كنت مع دعم وفد المعارضة في جنيف لأن الموضوع بالمحصلة ميزان قوى سياسي، خربت هذه المعارضة بالذات عناصر مهمة من قوى الثورة. لهذا كنا نحاول ولانزال أن نعمل وفقا لمبدأ العنوا الظلام ولكن اوقدوا الشموع ايضا. الأهم من كل هذا تخفيف المعاناة- عن اهلنا السورين- لايغير السياسة، السياسة هي من توقف المعاناة لو أرادت. لهذا يجب ان تكون الأولوية للسياسة.
-------------------------------------
مقالات الرأي لا تعبر بالضرورة عن رأي روزنة