الحصار الخانق الذي تعيشه بعض المناطق السورية وخاصة في الغوطة الشرقية، يجعل من معاناة مرضى السرطان كارثة إنسانية حقيقية، مع غياب أبسط الاحتياجات الدوائية والعذائية، فكلفة علاج المريض الواحد تتراوح بين الألف والستين ألف دولارا أمريكيا، ولذلك بادر عدد من الأطباء والناشطين بإنشاء مركز الرحمة لمعالجة الأورام مجاناً.
"كان من الضروري انشاء هذا المركز بعد أن تقطعت السبل أمام مرضى الأورام وعدم قدرتهم على زيارة المراكز الحكومية، والمراكز الخاصة بسبب تكلفتها العالية" تقول الدكتورة "وسام" إحدى المشرفين على المشروع، مضيفة أنه استقبل منذ انطلاقه قبل ستة أشهر نحو مئتي مريض.
ارتفاع عدد الإصابات..
تخبرنا "وسام" أنهم لاحظوا ارتفاع نسبة المرضى الجدد في الآونة الأخيرة، مرجحة أن ذلك جاء بسبب سوء التغذية، إضافة إلى الأوضاع الاجتماعية والبيئية والنفسية المزرية التي يعانيها المدنيون داخل سوريا.
المركز يقدم العلاج الكيميائي فقط ولا يملك القدرة على تقديم العلاج الإشعاعي حتى الآن، كما يؤمن التحليلات المخبرية، والرعاية الصحية أثناء وعقب الجرعات الكيميائية، وكل ذلك بالرغم من الضعف في الإمكانيات والكوادر.
يتألف المركز بحسب القائمين عليه من العيادة الطبية، مخبر تحليلي، قسم شعاعي، مخبر تشريح مرضي، ويتكون من جناح منفصل للنساء وآخر للرجال، إلا أنه لازال يفتقر إلى الكثير من المتطلبات، فهم يحتاجون إلى جهاز رنين مغناطيسي، وليست لديهم القدرة على إجراء بعض التحليلات الضرورية، ويضاف إلى ذلك عدم توافر التيار الكهربائي بشكل دائم.
معوقات مادية..
الصعوبات المادية تأتي في مقدمة المشاكل التي يعاني منها المركز، فالكثير من الداعمين يفضلون التبرع لمصابي الحرب على التبرع لمرضى قد يكون الموت هو الاحتمال الأرجح لمصيرهم بسبب تضائل نسبة شفاء الأورام.
وتقول "غادة" مسؤولة العلاقات الخارجية في المركز، أن الدعم يأتي من أشخاص عاديين، وأن إحدى الجهات قامت العسكرية بتأمين الدواء، ووضعت على عاتقها مسؤولية إيصاله إلى المركز. وتضيف أن تكلفة علاج المرضى وصلت إلى أربعة ملايين ليرة سورية شهريا، ولم تقبل أي جهة بتبني هذا المشروع بسبب تكلفته العالية.