أغلب البيوت المتاحة للإيجار باتت غير مناسبة للسكن، إن كان من حيث المساحة أو المواصفات، وهي بالعموم غير متناسبة مع المبلغ الكبير الذي يدفع لقاء استئجارها.
"زياد" أحد سكان دمشق، يقول إن أسعار العقارات تختلف بين منطقة وأخرى ولكنها غالية بالعموم، وتتراوح بين 15 ألف ليرة للبيوت الصغيرة الواقعة في مناطق متطرفة وبعيدة عن مركز المدينة، وصولا إلى أربعين ألفا للبيت في المناطق الأقرب.
بعض أصحاب المكاتب العقارية استغلوا أزمة النازحين من أجل مضاعفة أرباحهم، فالكثير من النازحين يتركون منازلهم فجأة هربا من الاشتباكات أو القصف المباغت، وغالبا ما يخروجون بلباسهم فقط من دون أثاث أو حتى حقائب، ولذلك يضطرون للقبول بأي مبلغ يطلبه صاحب العقار أو صاحب المكتب العقاري.
"محمد" أحد النازحين من مدينة داريا يقول: "لم يعد هناك رحمة في قلوب أصحاب المنازل، ونحن الآن نبحث عن بيت للايجار ويطلب منا ثلاثون الفا والمنزل بدون فرش، وهذا رقم صعب على أي شخص".
لم يقتصر غلاء العقارات على المنازل، وإنما شمل المحال التجارية، والسبب يعود إلى إغلاق أغلب الورش الصناعية والدكاكين في الريف المتوتر وإنتقال أصحابها للعمل في المدينة. ويخبرنا "زياد" أن آجار المحل التجاري الكبير في الماضي كان بحدود الـ 25 ألف ليرة، وتختلف الأسعار باختلاف المناطق، أما الآن فإن آجار المحل الصغير بات يتجاوز الـ 35 ألف ليرة كحد أدنى.