الشَّاب "محمَّد" واحد من الصيادين، قام بإحضار بُندقيَّة صيدٍ خفيفة لتأمين الطعام لأفراد عائلته الذين باتوا لا يتذوقون اللحومات إلا في الأعياد.
يخبرنا محمد أنه لم يتخذ الصيد كمهنة، مؤكدا أنه يخرج للصيد مرة واحدة في الأسبوع فقط، وأنه يقوم بصيد الطيور المهاجرة كالشحرور والسمن، يدفع مبلغا كبيرا لقاء الحصول على "الخرطوش" الخاص بالصيد بعدما ارتفعت أسعاره أثناء الصراع في سوريا.
"نخرج أحيانا تحت الأمطار والثّلوج طلباً للرِّزق، وفي الجوّ المُناسب للصَّيد تتعقّبنا قذائف الدَّبابات والمدفعيَّة الَّتي تقوم أيضا بإفزاع الطّيور الموجودة في المنطقة".
القتل من أجل الطعام، هي السّياسة المُتَّبعة لدى الصَّيادين منهم من امتهنها ومنهم من لجأ إليها مضطرا لتعويض النَّقص الغذائيّ والفَقر في الظّروف الحاليَّة، ويقول محمد أنه يشعر بالذنب عند اطلاق النار على أي طائر، وأنه لن يتابع ذلك بعد انتصار الثورة و"سنقوم بالاعتناء بالطيور لأن جبلنا بحاجة إلى جمال العصافير وأصواتها".