هذه الأغاني تحمل في الحانها وكلماتها دعوات إلى الإنتقام والقتل من مجموعة ضد مجموعة ثانية، وهو ما يستهجنه الكثيرون من سكان المدينة، ممن ما زالوا يملكون إيمانا كبيرا بأن الطائفية ظاهرة دخيلة على المدينة المتعددة الأديان منذ القدم.
"خالد" من سكان دمشق يجد أن هذه الأغاني غريبة جدا، وتعمل على التجييش الطائفي، وتركز على "الغضب العلوي والثأر للحسين" وتحمل في معانيها التهديد لأبناء الشام من الطوائف الأخرى، "نحن الآن نسمع الوعود بالقتل والانتقام علنا ونشعر بفقدان الآمان بشكل كامل".
بعض الشبان يطربون للألحان دون فهم المعنى، وهناك من يعرفون المضمون ويؤيدونه، وهم على استعداد لتطبيق ما يسمعون.
أغلبية الدمشقيين يتفقون على أن هذا النوع من الأغاني يدمر جيل الشباب، بسببِ الأحقاد التي تبنى وتترك بصماتها في عقول الجميع. ويرى أحد المدرسين في المدينة، أن هذه الأغاني تحمل بعدا طائفيا لا يمكن أن يمحى، وهذا النوع يهدد الأجيال القادمة، خاصة أن هذه الأغاني تحمل معاني الإجرام، ولايمكن الاستهانة بهذه الأمور التي تربي الحقد والعدوانية لدى الجميع.
الوعي... كنز الدمشقيين في المرحلة المقبلة
يعتقد بعض الدمشقيين أن ما يحصل اليوم هو سحابة صيف عابرة، وأن هذا النوع من الحقد غير مألوف في حياة السوريين، ويقول أحد التجار "نحن لم نلحظ مثل هكذا شيء في الأعوام السابقة، ومن المعيب أن نتحدث بهذه الصيغة، لأن سوريا هي ملك لكل السوريين، ونحن سنبقى أخوة".