مخيم اليرموك بدمشق هو أكبر المخيمات الفلسطينية في سوريا منذ النكبة عام 1948، وكثير من الفلسطينيين يطلقون عليه اسم "عاصمة الشتات الفلسطيني"، بدأت مأساة المخيم في السادس عشر من كانون الأول من العام 2012، حين دخلت كتائب المعارضة وأخرجت اللجان الشعبية الفلسطينية، ليعمد النظام بعدها إلى قصف المخيم بشتى أنواع الأسلحة حتى يومنا هذا، وتم منع دخول المواد العذائية إلى المخيم الذي يقطنه نحو"400" ألف نسمة .
مشروع الجوع والركوع
نظراً لسوء الأوضاع المعيشية وتدهورها في المخيم خرجت مبادرة الهدنة، ضمن خطة أراد النظام السوري من خلالها محاصرة جميع مناطق جنوب العاصمة دمشق.. هو "مشروع الجوع والركوع" كما يسميه الناشط "محمد أبو نصر" والهدف منه كان الضغط على الثوار في ريف دمشق، لكن هدنة مخيم اليرموك باءت بالفشل، لأن النظام طلب من الفصائل الفلسطينية وكتائب الجيش الحر والكتائب الاسلامية تسليم سلاحها وعناصرها شرطاً لإقامة الهدنة، ويرى "أبو نصر، أن وجود الكتائب الإسلامية خاصة مثل "جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" جعل إقامة هذه الهدنة أمر غير وارد، فمن الصعب جداً أن تخرج هذه الفصائل من مخيم اليرموك.
تقاعس القيادة الفلسطينية
يفسر المفكر الفلسطيني "سلامة كيلة" الصمت الرسمي الفلسطيني عن معاناة اللاجئين داخل سوريا وفي مخيم اليرموك خصوصاً، بتقاعس القيادة الفلسطينية أمام القضية الفلسطينية وتقويضها بحدود الضفة الغربية فهي بذلك لم تعد تمثل كل الفلسطينيين.
ويؤكد كيلة أن نيل الشعب الفلسطيني حريته مرتبط بنيل الشعب السوري لحريته من نظام يحارب الحرية والتقدم، فالقضية الفلسطينية عربية بامتياز، لأن الرأسمالية الاستعمارية العالمية أرادت زرع إسرائيل في فلسطين لتكون حاجزاً يفصل بين الشرق العربي ومغربه ويقف في وجه أي حركة تقدم عربية، لذلك فإن نجاح القضية الفلسطينية يأتي من خلال النجاح في تغيير الأنظمة العربية التي تقف بوجه تقدم الشعوب العربية وتلك التي تعمل على قمع حريتها، على حد تعبير سلامة كيلة.