قطع الأشجار ليس بالشيء الجديد على سكان المنطقة فبعضهم كان يفعل ذلك قبل الثورة، ويخبرنا الشاب "أبو ثائر" أنه كان يقطع الأشجار اليابسة تحت جنح الظلام خوفا من مخافر الحراج التي ألقت القبض عليه أكثر من مرة، ولكن الموضوع كان ينتهي بدفع الرشوة لهم، رغم حالته المادية السيئة على حد قوله.
بعد احتراق أكبر غابات سوريا في ريف الَّلاذقيَّة الخاضع لسيطرة المعارضة، حمل "أبو ثائر" مِنشارهِ الآليّ وقطع الأشجار المُحترقة، وأصبح يبيعها للتجار الذين ينقلوها إلى المناطق الداخلية، ويؤكد أبو ثائر أنه يبيعها بسعر زهيد كي يتمكن سكان الداخل من شرائها واستخدامها للتدفئة، حيث اسعار المحروقات مرتفعة جدا وهناك مناطق تعاني من الحصار وانقطاع في التيار الكهربائي.
"بدأنا ببيع طنّ الحطب بألفيّ ليرة سوريَّة للتُّجار على أن ينقلوها ويبيعوها بسعرٍ معقول، ثم سمعنا أنهم يبيعون الطن الواحد بعشرين إلى ثلاثين ألفا، واجهنا التُّجار بذلك إلأ أنَّهم أنكروا ممَّا اضطرَّنا إلى تركِ هذا العمل".
هُنالكَ أُناسٌ تقوم بقطعِ ما تبقَّى من الأشجارِ الخضراءِ الَّتي لم تمسسها النّيران، ومنهم من لا يقطَع إلّا الأشجار الميّتة اليابسة، يقول أبو ثائر مؤكدا أنه مستعد لقطع يد أخيه إذا أقدم على قطع الأشجار الخضراء.