فريق الدفاع المدني التطوعي أصبح يتبع لمجلس محافظة حلب الحرة، ويخبرنا "أبو سلمى" المشرف على هذه المنطمة أنها نشأت من عدة فرق مبعثرة، فكان العمل على مستويين، الأول ضمّ الفرق لهذه المنظومة، والثاني البحث عن متطوعين وإجراء الدورات لهم وتأهيلهم وضمهم إلى المنظومة.
"عندما سقط صاروخ السكود في حيينا "الأرض الحمرا" لم نجد من يساعدنا سوى بعض الشبان الذين مدوا يد العون إلينا، في إخراج الجثث وإزالة الأنقاض، فقررنا أنا وعدد من المتضررين تشكيل هذا الفريق من أجل مساعدة الناس عند تضررهم "، يقول أبو سامي.
الفريق يملك معلومات أولية عن الإسعاف وإخراج المصابين والقتلى من تحت الأنقاض، ولقلة خبرتهم حدث أن سقط سقف منزل عليهم ذات مرة أثناء العمل، كما يروي أبو سامي: "بعض المدنيين كانوا على قيد الحياة ولكن لقلة الخبرة أثناء إخراجهم قتلوا".
يقول المسؤول عن الفريق، أنه يحتاج إلى الكثير من المهارات والتدريب، ولايملك سوى أدوات فردية، وهناك حاجة ماسة إلى آليات ثقيلة يستطيعون من خلالها القيام بواجبهم على أكمل وجه.
بأياد عارية ورؤوس لا تحمل ما يقيها، يعمل أولئك المتطوعون في ظروف استثنائية، يعرضون أرواحهم للخطر لإنقاذ أرواح أطفال ونساء وشيوخ. أحيانا ينزلقون عن سطح أحد المباني لعدم امتلاكهم الأحذية المناسبة لهذا العمل، وفي بعض الأحيان ينهار السقف فوق رؤسهم، فهم لا يملكون أخشابا أو دعامات وتنقصهم أكبال الشد، إضافة إلى اللباس الذي يثبت أنهم فريق دفاع مدني.
خمسة وعشرون متطوعاً هم فقط من يعملون في هذه المنظومة، ورغم قلة العدد وضعف الخبرة إلا أن عمل المؤسسة لا يقتصر على رفع الأنقاض وترحيلها فقط، وإنما يشمل الإطفاء وانتشال الجثث والإسعافات الأولية وإخلاء المدنيين من أماكن القصف وإيواء النازحين ومساعدتهم والكثير من الأمور الأخرى.