أنت على المدرج.. تشاهد الحرب!!

أنت على المدرج.. تشاهد الحرب!!
القصص | 30 ديسمبر 2013

عبدالله كريستوف مرجانه | تفاعلَ المواطن السوري المغترب مع الثورة السورية منذ بدايتها،  قسم دخل في النشاط الثوري، تظاهر، إعتصام ، دعم مالي ، نشاط إعلامي ، حتى التنسيقيات كان لها دورها، المواطن السوري الغاضب لم يقصر في دعم ثورة بلده ، كان مزهواً بكسر حاجز الصمت.

المواطن السوري المغترب من الطرف الاخر استشعر أن الموضوع جدي فانضم بدوره ليتصدى للهجمة الشرسة على سوريا أو المؤامرة كما تم توصيفها وكان له وجوده المقاوم، مسيرات، إعتصامات، زيارات لسورية ( لدعم القيادة ) و طبعاً صفحات وطنية لتنظم عمله خارج حدود البلد الممانع.

تصاعد العنف ، المجازر ، التدخل الإقليمي ، غياب المجتمع الدولي ، أدى لتصاعد الإنقسام بين الطرفين ، ذهب العقل والمنطق ، لغة السلاح وضعت على الطاولة، إنطلقت حملتا التطهير والتحرير، لتصبح البراميل المتفجرة و صواريخ السكود، قذائف الهاون وقطع الرؤوس، أسلوب حوار بين الطرفين، والحصار والتجويع وقطع الكهرباء والمياه أسلوب حياة جديد للمواطن السوري المقيم داخل سوريا .

للأسف شريحة من المغتربين  شجعت على العنف وساندته بقوة وكانت من دعاته لا بل من مغالييه وهي البعيدة عن سوريا وعن العنف والقتل ،دمار القرى وحصار المدن، وقررت أن تبرر وجوده، فهي لاتمانع في إستعانة النظام بمليشيات عراقية في غوطة الشام أو تواجد حزب الله في القلمون ليحمي آخر تماثيل للرئيس ، فهو لخدمة المقاومة، ترى إبتسامته عندما تذكره ان وزارة الخارجية أصبح مقرها موسكو ووزيرها روسي الجنسية، وتجده مباركاً لصاروخ سكود يسقط على حلب، أو متفهماً لتجويع حي هنا أو مدينة هناك .

لم يدرك شاهد العيان البعيد عن الوطن مخاطر وجود تنظيم للقاعدة ، بل عدة فروع للقاعدة، وقادة لها غير سوريين  ، فقد اعتبر ان التكفير وجهة نظر و لابأس في تجاوز هنا أو هناك، وقتال الفصائل أمر مقدور عليه ولا بد من ضحايا يدفعها الأخرون وليس هو مادام المقاتل صامد في وجه النظام، ولا مشكلة في التمويل الخارجي حتى ولو كان من الشيطان، يتناسى كل تاريخ سوريا ليتذكر الحجاج وخطبته العصماء في ضرورة قطع الرؤوس!!.

عزيزي المغترب ...

أياً كان إنتماؤك ، الموضوع ببساطة ليس مبارة فوتبول تشجع فريق على حساب الآخر، ولابأس ببعض الأخطاء مقصودة أم غير مقصودة، تبدي سرورك بها وتنظر بشماتة لفريق خصمك، بل لا مانع حتى في رشوة الحكم، مادام الفوز غايتك .

هناك قتلى كل يوم، مداهمات، قصف، مذابح، تشويل ،حصار ، جيل يتربى على الكراهية والتطرف وأنت جالس مع أسرتك بأمان  بعيداً عن الموت والمخيمات وقصص النازحين ولكنك مصّر على الحسم الدموي في سوريا مهما طال الزمن وكانت التكلفة .

بإمكان هذا المغترب، لو أراد المشاركة في حفلة الموت، أن يذهب لسوريا وينضم للجيش السوري أوالدفاع الوطني، ولو كان ليس من هذا الفصيل فعنده خيارات أوسع لعشرات الفصائل المسلحة، بمختلف الأسماء والتوجهات والتمويل لينظم إليها ويكون مشاركاً فيها، بدلاً من جلوسه في المغترب، شاعراً بالأمان وداعياً للقتل في البلد.

أنت ببساطة لست في سوريا، أنت على المدرج تشاهد سوريا، بعيد كل البعد عن معاناة البلد، تستطيع أن تدعم سوريا، إنسانياً، إغاثياً، تخفف عنها، تكون مناصراً لحل يوقف هذه الحرب، لا تغير رأيك أو قناعاتك، تستطيع أن تفعل الكثير من أجل سوريا ، أما في موضوع العنف تذكر أنت خارج سوريا وأنك مشجع على المدرج .

مقالات الرأي لا تعبر بالضرورة عن رأي روزنة، وإنما عن رأي الكاتب.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق