في دمشق من نجا من البطالة أحرقته الأسعار

في دمشق من نجا من البطالة أحرقته الأسعار
تحقيقات | 20 ديسمبر 2013

توجه أغلب التجار للاستثمار في دول مجاورة أكثر أمنا، وأغلق أغلب الصناعيين المعامل، خوفا من  السرقة  أو التدمير، لأن أكثر المعامل تقع في ريف دمشق، وهي منطقة تشهد معارك طاحنة بين الجيش الحر وقوات النظام.
"رامز" كان يعمل في منشأة صناعية بريف دمشق،  يخبرنا أن العمال طالبوا بزيادة الأجور نظرا لغلاء الأسعار وهبوط الليرة السورية وبقاء الراتب القديم على حاله، لكنهم لم يجدوا تجاوبا من أصحاب المصنع، فقرر رامز ترك العمل لأن تكلفة وسائط النقل إلى المعمل أصبحت أكبر من قيمة الراتب.

 

 

تجار يشتكون!!
شمل الغلاء معظم المواد الأساسية مثل الأغذية  والمنظفات وحليب الاطفال ..الخ. وبات التجار يبررون ذلك بارتفاع الدولار الذي تحول إلى كابوس يحيط بالسوريين في كل لحظة من لحظات حياتهم.
يقول صاحب أحد المحلات التجارية: " نحن نعاني من غلاء الأسعار كذلك، حيث نقع بين مأساة المواطن وجشع أصحاب المعامل والمستوردين. وتحولنا الى عمال وموظفين لديهم، فالأسعار ترتفع بشكل متواصل بين يوم وآخر".
ويؤكد أن أصحاب المعامل وتجار الصف الأول يحتكرون البضائع ويتلاعبون بسعر صرف الدولار بالسوق السوداء ليضمنوا مصالحهم.

 


النزوح الداخلي
زاد النزوح الداخلي من تردي الأوضاع الاقتصادية، فتجمع السكان في مناطق ومساحات صغيرة، ضاعف الطلب على المواد الأساسية مما شكل سببا آخر لنقص تلك المواد، وكان عاملا اضافيا في غلاء أسعارها.
يقول "رامز"، انه اضطر لترك منزله في منطقة برزة لأسباب امنية، وانتقل للسكن في منطقة آمنة، إلا أن سعر المنزل كان مرتفعا جدا، كما اختلفت اسعار المواد الأولية، بسبب الضغط السكاني على المنطقة.
رامز يعيش اليوم مع خمس عائلات في بيت واحد، لا يختلف حالهم عن حاله، فبعضهم يعمل عدة أيام في الشهر وبعضهم لايعمل، القليل منهم بقي ثابتا في عمله وكل ما يدخل إلى البيت من موارد لايكفي إلا لأيام قليلة.

 


أولادنا يدفعون الثمن..
من نجا من البطالة أو التهجير يعيش بدخل شهري لايكفي لعدة أيام،  رغم حالة التقشف الكبيرة التي تعيشها العائلات في دمشق، ورغم أن بعضهم يعمل في أكثر من وظيفة.
الراتب لم يعد يكفي و الـ 1000 ليرة، لا تغطي حتى نفقات الخضار التي أرتفعت أسعارها بشكل كبير، تقول إحدى السيدات من سكان دمشق،  مضيفة أن زوجها يعمل في وظيفتين مختلفتين "ومع ذلك فإن أولادنا يدفعون الثمن من أيام طفولتهم بسبب غلاء الدواء والمستلزمات الأساسية".
هذه حال السوريين اليوم.. من كان من الأغنياء خرج من سوريا، ومن كان من الطبقة المتوسطة أصبح معدوما، ومن كان معدوما هو الآن  في حالة يرثى لها..

 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق