تأسس مجلس القضاء الموحد في منتصف الشهر العاشر لعام 2012، وهو أعلى سلطة قضائية مدنية ثورية في حلب وريفها. ويعمل على إعادة تأهيل المعتقلين في سجونه من خلال تقديم الدعم النفسي وإقامة مشاريع صغيرة تؤمن الدخل المادي لهم ولعائلاتهم.
السجن وسيلة وليست غاية ..
" الإصلاح والتأهيل هي الغاية التي يسعى من خلالها القضاء الموحد إلى تغيير وتصحيح مسار حياة المعتقل، من مجرم إلى إنسان صالح يساهم في بناء مجتمعه، فالإنسان بطبيعته لايمتلك نية الجريمة، لكن الظروف المحيطة به جعلت منه مجرماً"، على حد تعبير القاضي "مروان كعيد" رئيس مجلس القضاء الموحد في حلب.
ولإبعاد المعتقل عن فكرة الجريمة، لابد من توفير متطلباته المادية وتأمين البيئة الملائمة له نفسياً، لذلك يعمل مدير مشغل الخياطة في السجن، على تعليم المعتقلين تلك المهنة، بحيث يتمكن المعتقل خلال مدة قصيرة جداً من الاعتماد على نفسه ويتحول إلى شخص منتج وهو ما زال في السجن. وهذا ما يساهم في منح المساجين بعضا من الثقة والراحة النفسية، بحسب ما يرى القائمون على السجن.
ويعبر أحد السجناء العاملين في ورشة الخياطة، عن امتنانه لإدارة السجن بعد أن تعلم المهنة التي باتت تؤمن له ولعائلته الدخل المادي الذي جنبه طلب الحاجة من الآخرين.
تحسين صورة القضاء في سوريا الجديدة ..
يسعى المجلس إلى تأسيس رؤية جديدة للقضاء السوري المستقل والسجون الإصلاحية، ففي كل دول العالم التي تحترم حقوق الإنسان، تعمل السلطات الحاكمة وإدارات السجون على إعادة تهيئة السجناء أثناء فترة عقوبتهم،. وينأى المجلس عبر تجربته عن السمعة التي اكتبستها سجون النظام السوري عبر خمسة عقود مضت، بسلبها حقوق الانسان السوري وتعذيبها الممنهج للمعتقلين لديها.