علي الجبلاوي_ اللاذقية | في بلد غرق بمشاكله الطائفية، وأصبح الحديث عن تعايش سلمي بين طوائفه أمر أقرب إلى الطوباوية وأشبه بالمستحيل، نظراً لصعوبة ردم الشرخ الطائفي الذي برز خلال الحرب الأخيرة. نجد حالاتٍ تسقط كل ماسبق ذكره بدافع الحب.
محمد "اسم مستعار" شاب سني من مدينة اللاذقية، أحب فتاة من الطائفة العلوية قبل الثورة واستمر حبهما بعد الثورة وتكلل بالزواج مع موافقة الأهل.
"لم أجد مشكلة حقيقية في زواجي، ربما يعود ذلك لطبيعة الوضع في اللاذقية، فالزواج بين الطوائف ليس بحديث العهد أو مستهجن. و أجد أن موقف زوجتي المعارض هو ما سهل الأمر علينا نحن الاثنين، إضافة إلى انفتاح أهلها السياسي والديني".
"ريما" فتاة سنية معارضة من اللاذقية، تمكنت هي الأخرى من المحافظة على علاقتها مع خطيبها العلوي رغم موالاته الشديدة للنظام، تفخر "ريما" لاستمرار علاقتهما، حيث كانت شاهدة على انهيار الكثير من العلاقات المشابهة تحت ضغط الطائفية والحرب:
"استطعنا إيجاد أسلوب للتفاهم، وبعد كل ماحصل وكل الدماء التي أريقت في سوريا، نخجل أنا وهو من تسمية أنفسنا بمعارض وموالي، بل نسمي أنفسنا عشاق يحبون سوريا".
الثورة قتلتني!
كان للنزاع والانقسام السياسي أثر مدمر على حياة "كامل" وهو شاب علوي من ريف اللاذقية متزوج من فتاة سنية. "كنت سعيداً بحياتي، أهلي وأهل زوجتي تفهموا حبنا ووافقوا على زواجنا، ولم يعنهم الاختلاف الطائفي بشيء، لكن ما إن بدأت الثورة حتى بدأت أنا وزوجتي نعاني الأمرين من جانب أهلنا فيما يخص السياسة والدين، إلى الحد الذي اضطرنا أن ننعزل عنهم كي لا نخسر زواجنا، وبعدها انعزلنا عن كل أصدقائنا ومحيطنا للسبب السابق ذاته".
يفضل كامل عدم إشهار موقفه السياسي مما يجري، مؤكدا أنه فضل التزام الصمت هو وزوجته تفاديا للخلافات، ومع ذلك خسرأهله وأصدقائه، على حد تعبيره.
اتهموني بقتل زوجي!!
"لما" من جبلة، تعد ضحية للحرب والطائفية، فهي أرملة لقتيل في الجيش النظامي، سقط خلال اشتباكات مع الجيش الحر في ريف إدلب، ونتيجة انتمائها للطائفة السنية، لقيت معاملة سيئة من أهل زوجها المتوفي:
"منذ اللحظة التي وصلني خبر استشهاده تحولوا لوحوش، وبدأت معاملتهم لي تتغير كلياً، تتهمني أمه أحياناً بأنني أنا من قتلته، وأنني منهم أي السنة فهم من قتلوا زوجي. ولم يكتفوا بذلك بل طردوني من بيتي دون أن آخذ معي ما يذكرني بزوجي".