ناشط الفيسبوك.. ثائر أم حالم يسعى إلى الشهرة؟

ناشط الفيسبوك.. ثائر أم حالم يسعى إلى الشهرة؟
تحقيقات | 23 نوفمبر 2013

يقول "علي الشامي"  أحد المشاركين بالحراك الثوري في سوريا: "لقد شكل الفيسبوك جسر للتواصل، ومساحة  كبيرة للنقاش بين الجميع. كما أنه عمل على إيصال صوت المحتاجين بالداخل  من خلال  حملات الإغاثة التي  يصل صوتها عبر الفيس بوك إلى كل  أنحاء  العالم".
ولكن "الفيسبوكيين" الذين كانوا في بدايات الثورة بمثابة المعبرين  عن صوت الحرية الحالم بمجتمع أكثر تمدن وحضارة،  باتت  تطلق عليهم صفة " ثوار الفيس بوك" كنوع من الاستهزاء،   لدرجة أن البعض  بات يصف الناشط الفيسبوكي بإنه منظّر  ومنفصل عن  الواقع، حيث "تدور على صفحات الفيسبوك ثورة لاتشبه ثورة الواقع"، بحسب ما يقول البعض.

الناشط زهير الميداني، يرى أن دور ناشط الفيس بوك بات يقتصر على التنظير من خلف شاشة الكمبيوتر، لكن الواقع على الأرض أقسى من ذلك بكثير: "الثوار على جبهات القتال لا يستخدمون فيس بوك ففي تلك المناطق لايوجد ماء ولا كهرباء،  فقط الموت يحاصرهم من كل جانب لذلك لم أعد أثق بالأخبار التي يبثها ناشطون على الفيسبوك، فهي تهدف إلى السبق الصحفي والاستعراض لا أكثر".

الاستشارية النفسية  كندة عدوان أخبرتنا أن كثيرا من مستخدمي الفيس بوك يتعاملون معه وكأنه انعكاس لصورتهم الحقيقة من مبدأ " من أنت ؟ أنا هو على الفيس بوك"، بحيث يسعى المستخدم  لإعطاء الصورة التي يريد أن يظهر بها أمام الناس لا صورته الحقيقية.

"استخدام الفيسبوك بأغلب الأحيان يكون من مبدأ "نظام المكفأة" بحيث يصبح الهدف الحصول على أكبر عدد من ردات الفعل (الإعجابات –التعليقات)".
وبحسب عدوان فإن الفيس بوك أصبح مملكة يحكمها ثالوث مقدس  خاص بها، يمكن اختصاره بـالـ "بالاعجاب والتعليق والمشاركة"، لذلك فإن الفيس بوك "ليس انعكاسا للواقع بل هو حياة افتراضية مستقلة تماما عن الواقع".


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق