هو وعد يقطعه الأحبة على أنفسهم، ويحاولون الإخلاص له ما استطاعوا. بثينة "اسم مستعار" فتاة من جبل الأكراد، نازحة الآن في اللاذقية، الموت فرق بينها وبين من تحب، قبل أسبوع من خطبتها توفي حبيبها، تقول بثينة: "فقدت حبيبي خلال قصف للجيش السوري على جبل الأكراد، مازلت غير مصدقة لوفاته فلم أر جثته، ومن الممكن أن يكونوا مخطئين بجثته!!!"
مازالت بثينة ضائعة بين الحلم والواقع، تحبس أنفاسها كلما مرت بجانب المقبرة، أو مر موكب تشييع لجيش النظام من الحي الذي تقطنه حالياً في اللاذقية. تضيف: "لا أعرف إن كنت أشعر بالحقد تجاه عنصر الجيش الذي يتم تشييعه كونه قاتل في صف من قتل حبيبي، أم بالأسى على نفسي فلا جثة لحبيبي تبرد قلبي!!!".
الوعود أثقلت كاهلي
أميرة "اسم مستعار"، امرأة من اللاذقية، هي أم لخمس أطفال، زوجها مفقود وفي عداد الأموات، فقدت زوجها في بداية الثورة، ولم يعرف عنه شيء، لم تستطع معرفة مكانه، ولم تترك فرع أمن أو مستشفى إلا وبحثت فيه دون جدوى. تقول: "زوجي كان معيلنا أنا وأطفالي، لا أعرف عنه شيء، سمعت كثيراً أنه توفي، ولكنني لم أستلم ورقة تثبت ذلك، أو جثة لأدفنها، ما يؤلمني أننا قطعنا عهداً أن نخلص لبعضنا مهما ساءت الظروف والأحوال، ولكن ماذا أفعل اليوم، لا معيل ولا عمل، ولا شيء يستطيع أن يطعمني، أنا وحيدة اليوم بدون أهل أو أقارب".
الحب في زمن الحرب
مروة "اسم مستعار" فتاة من منطقة سلمى، خطيبة مقاتل في الجيش الحر، اضطرت للنزوح لجبل الأكراد مع أهلها. اليوم التقت مع خطيبها هناك وبدأت تساعده، وعن ذلك تقول: "ببساطة لم يمت الحب بيننا، بل ازداد لمعرفتي بأنه يقاتل مع الجيش الحر، أحياناً أعد له الطعام، أو أذهب معه إلى جبهات القتال، رغم المخاطرة التي أعيشها، إلا أنه الحب، وفي السراء والضراء سنعيش".
على الجانب الآخر..
ديمة "اسم مستعار"، فتاة من جبلة، أحبت شاباً خلال فترة الدراسة الجامعية، وعدها حبيبها بأن يتقدم لخطبتها ما إن ينهي دراسته، لكن الظروف فرقت فيما بينهما. تقول: "كنت أنتظر تخرجه بالدقيقة، ولكن ما إن تخرج حتى تم سوقه للخدمة الإلزامية، كانت صدمة كبيرة بالنسبة لي، لم أعرف أمنعه أو أشجعه على الذهاب، هذا وطننا وسنحميه بدمائنا، ولكن حبي أنا وهو من يحميه!!!".
لم تنتهي علاقة ديمة بالعسكري، بل إنه عاد في أحد إجازاته وطلب يدها وتمت خطبتهما، وهو عاد لثكنته العسكرية يقاتل 'المسلحين" حسب قولها ويقتل منهم ما استطاع!!!.
الكلمات المفتاحية