كان يستعد لدخول سوق العمل بعد تخرجه من كلية الاقتصاد، حيث تنقل من العمل بالزراعة إلى العمل في دكان بقالة ثم صيانة الهواتف النقالة.
يقول مصطفى: "آخر حدث في المنطقة تابعته كان حرب تموز 2006، و بعدها انحصرت اهتماماتي بالأغاني و متابعة البرامج الفنية وألعاب البلاي ستيشن حالي كحال شباب القرية حينها".
بينما ينشغل "مصطفى" بترتيب القوائم وإحصاء العائلات التي هي بأمس الحاجة لمادة المازوت مع قدوم الشتاء، يخبرنا أن: "الوضع مأساوي، الحياة سيئة جداً، لم يكن يعنيني أن أعمل في مجالس وهيئات تابعة للمعارضة، ولم أحلم إلا كما حلم الشباب السوري الذي ثار ضد هذا النظام ليحصل على حريته، لكن هؤلاء الناس المساكين يحتاجون للكثير من الرعاية، لا زلت أحلم بالسفر والعمل في بلد أعيش فيه وأكون العائلة التي أحلم بها، ولكني لن أفعل ذلك أني أعتبر التخلي عن الوطن خيانة".
يتوجه مصطفى صوب أحد أصدقائه مذكراً إياه بـ " الأيام الخوالي "، ويضحكان على أيام من المرح والهرج التي قد لا تعود، يذكران أن همومهما لم تكن تتعدى قصة حب من طرف واحد، ويتابع مصطفى: "أخشى ما نحن فيه، أخشى أننا أصبحنا مادة إعلامية، وبلد مستلب يتلاعب فيه العالم، لا أفهم في السياسة ولا أريد أن أفهم، أريد أن يرحل النظام، ونحاول بعدها العمل على تنظيم السلاح، أريد أن يعود اللاجئون من دول الجوار لحياتهم، لا أريد إلا المستقبل".
يفتح مصطفى بعض الملفات على حاسبه الشخصي.. إحصائيات عائلات نازحة، إحصائيات ضحايا الجيش حر، إحصائيات الضحايا من المدنيين، أطفال مفقودين، ويقول: "هؤلاء نحن شلة شباب الضيعة التي لم تكن تهتم لشيء صار عملنا أن نوثق ونحصي ونوصل سلات الغذاء والمعونات، نفكر في مشاريع صغيرة للقرية، نفكر بالغد، لا أصدق ولا نصدق ما نحن عليه".