ربما تكون تلك السلبيات ناتجة عن أن هذه الصحف انطلقت بدافع الحاجة الملحة، ووجدت نفسها أمام أحداث تحتاج إلى الخبرة والإعداد المهني الجيد لكوادرها.
"مجلة طلاب الحرية" تعاني مشكلة مالية تمنعها من اصدار طبعتها بانتظام، بحسب "سمر الحوراني" عضو الهيئة التحريرية في المجلة، مضيفة: "أنه في الوقت الذي تعتبر فيه فئة الطلبة الجامعيين، من أبرز ركائز الثورة السورية منذ مراحلها الأولى، تجد هذه الفئة نفسها أمام معوقات وقفت حائلاً أمام إسماع أصواتهم للرأي العام".
ويبدو أن أكثر ما يعيب الصحافة الثورية هو اعتمادها على مواد الرأي، وابتعادها عن الصحافة الإستقصائية، حيث فشلت في التحول إلى مصدر موثوق للخبر. ويرى الصحفي السوري "محمد فتوح" أن بعض الصحف الثورية تتأثر بالبيئة المحيطة بها، ما يجعلها تنحاذ للتوجهات المحيطية، و تبتعد في بعض الأحيان عن الموضوعية"، لكن من وجهة نظره، يمكن التغلب على هذه المشكلة بتدريب الناشطين الذين انضموا حديثاً إلى عالم الصحافة.
انتشار الفصائل المسلحة ذات الطبيعة الراديكالية والتي انحرف بعضها عن مسار الثورة، وضع الصحف الثورية على المحك في قدرتها على نقل الواقع وانتقاد التجاوزات، في ظل غياب القانون الذي يحميها، الأمر الذي أدى إلى زيادة نسبة الانتهاكات بحق الصحفيين العاملين في سوريا.
اعتماد الصحف الثورية على مقالات الرأي وتقصيرها في التغطية الميدانية ليس "خياراً مفضلاً" كما يقول الصحفي "دياب سرية" مدير تحرير صحيفة "تمدن" ، فالعوامل التي يعيشها الصحفيون داخل سوريا كانقطاع الانترنت والكهرباء وملاحقة الناشطين تصعب من وصول المواد في وقتها المحدد قبل الطباعة.
أما "ناجي الجرف" المدرب الصحفي في منظمة بصمة، فيرى أن السلبيات التي ظهرت في الصحافة الثورية نتجت عن ظهور الكم الهائل من الصحف في ظل غياب المرجعيات القانونية والتنظيمية للصحافة، لكن السلبية الأبرز تكمن في عدم تحييد الصحفي لمشاعره عن الخبر المجرد دون أن يضيف له تحليله الشخصي ويترك للقارىء حرية تحليل الخبر واختيار وجهة نظره الخاصة.