أقدمت عصابة تعمل لدى الأجهزة الأمنية السورية بصفتها إحدى "اللجان الشعبية" على اختطاف دبلوماسي روسي بدون أن تعرف من يكون. تتألف العصابة من ستة عناصر رئيسية وهناك بضعة عناصر أخرى ملحقين بها. كانت العصابة تقوم بعمليات السلب والقتل في الغوطة الشرقية والغربية لدمشق قبل أن يسيطر على المنطقة فصائل من الجيش الحر. فانتقلت عملياتها إلى داخل دمشق.
تفاصيل عن العصابة
رئيس العصابة اسمه ضياء.ح، وهو ينتمي إلى الطائفة العلوية. كان يخدم سابقاً في فرع الأمن العسكري في دمشق قبل أن يتسلم "كشك" في قلب العاصمة دمشق. وعندما بدأت الثورة السورية التحق بصفوف الشبيحة ليصبح في فترة قصيرة أحد أبرز قادتهم.
يتواصل ضياء مع شيخ من الطائفة العلوية معروف عنه أنه كان يجند الشبيحة في دمشق، ومعروف عنه أيضاً تعامله المتواصل ومنذ فترة طويلة مع الأفرع الأمنية. وفي بداية الأحداث كان يجتمع هذا الشيخ مع الشبيحة في ساحة معرض دمشق الدولي القديمة. قبل إرسالهم في مهمات أمنية إلى حرستا ودوما وباقي المناطق. وكان يشرف على توزيع المهمات وتوزيع النقود أيضاً بمساعدة مساعد يعمل لدى فرع الأمن العسكري في دمشق وذلك بحسب ما يتناقله الشبيحة انفسهم.
من فقير يسكن بالإيجار إلى مالك
كان ضياء. ح من فقراء دمشق وكان يسكن في حي الدحاديل مستأجراً منزلاً مع عدد من أفراد أسرته. لكنه فيما بعد وخلال الأحداث، استطاع شراء منزل في مدينته في الساحل السوري وامتلك سيارة حديثة. وأصبح متنفذاً ومن أصحاب الملايين كما يقول أحد معارفه. وترأس خلية من الشبيحة قامت بكل الجرائم بلا استثناء من سرقة واغتصاب وقتل وكل ذلك كان معروفاً للأجهزة الأمنية ولذاك الشيخ أيضاً وفق ما تحدث به شهود عيان.
توقفت سيارة أحد موظفي السفارة الروسية الكبار في قلب العاصمة دمشق، وقد لفتت تلك السيارة الحديثة نظر ضياء وعصابته وفكر تلقائياً بالاستيلاء عليها.
طلب من الموظف النزول للتحقق من هويته، ثم تم اعتقاله مباشرة، ووضعه في منزل في حي "عش الورور" من أجل المساومة مع أهله على إطلاق سراحه مقابل فدية، وتم الاستيلاء على السيارة.
عرف الأمن السوري بالحادثة، ووصلت معلومات سريعة عن العصابة التي خطفت الموظف الكبير. تم اعتقال كل العناصر المشتركة ومن بينهم ضياء. وتم الافراج عن الموظف وإعادة سيارته.
محكمة ميدانية سريعة
تم تقديم ضياء مع العناصر الأخرى من العصابة إلى جهة أمنية معروفة والتي سارعت إلى تقديمهم بدورها إلى محكمة ميدانية. ويقول أحد أفراد عائلة ضياء أنه محكوم عليه بالإعدام ومحكوم على العناصر الأخرى بالسجن المؤبد.
وينتظر الأهل أن يتم إطلاق سراحه لاحقاً، لأن هناك آخرين خدموا الأجهزة الأمنية في الفترة الماضية وارتكبوا كل أنواع "الحماقات" كما يقولون، وتم إطلاق سراحهم. لكن الخشية هي أن تشكل هوية الموظف الكبير في السفارة الروسية والذي تم اختطافه عائقاً أمام ذلك وأن تتخذ الأجهزة الأمنية من ضياء عبرة لغيره من الشبيحة كي يكونوا اكثر حذراً في اختيار ضحاياهم.