طفل من حماه: لا أريد أن أصبح طيارا

طفل من حماه: لا أريد أن أصبح طيارا
تحقيقات | 02 نوفمبر 2013

يقول محمد: "لا أعرف أين هو أبي وعليّ أن أحل مكانه في العمل، لقد اعتقل منذ عامين من الورشة ولا نعلم عنه شيئاً.. ليس لدينا أحد يساعدنا، عمي هو الآخر لا يملك المال ولديه ثلاث بنات صغيرات وزوجة، نحن جيران  وهو يحبنا ويزورنا لكنه  فقير مثلنا.. وعمتي تسكن معه  أيضاً".

نسيت المدرسة
بعد اعتذاره عن اللعبة انزوى محمد جانباً وبدأ بفرك يديه الاثنتين قائلاً : "كنا نلعب كثيراً في المدرسة وكان لدي صديقان أحدهما سافر إلى لبنان مع عائلته، والآخر في الصف الرابع، نسيت المدرسة ولازلت أحتفظ بكتاب الحساب لأنني لم أحفظ بعد جدول الضرب، أختي الكبيرة تعلمني، وصاحب الورشة يحبني ويعتني بي ويعطيني أجري كل أسبوع ٢٠٠ليرة سورية، وأحياناً أكثر".

 يتابع محمد حديثه مع أقرانه  من الأطفال عن لعبة كرة القدم وأنه سيلعب معهم يوم الجمعة صباحاً، ويتعذر بوجوب مساعدة أمه في بعض الاحتياجات، يتفق الأطفال جميعاً على الموعد والفريقين، ويصبح ذلك بمثابة  موعد رسمي فيما بينهم.

لمحمد أربع أخوات واحدة منهن فقط تذهب للمدرسة  وهي في الصف السادس الابتدائي وتجيد الرسم.. اسمها"نور" وهي الأقرب إلى "محمد" في المنزل، تعتني به جيداً وترسم له  ما يحب، تقول: "منزلنا صغير لكننا نحبه كثيراً ونريد أن يعود أبي بسرعة لقد اشتقنا إليه،  أتمنى أن يتمكن محمد من العودة لصفه ومتابعة المدرسة  وتعلم الرسم".

اتابع الأخبار وأحلم بالكمبيوتر
يقضي "محمد" وقت المساء في متابعة نشرات الأخبار ويصف حزنه وخوفه من القصف قائلاً : "كنت أحب أن أصبح طياراً ولقد أهداني والدي طيارة في عيد مولدي، لكنني بدأت أخاف من القصف ولم أعد أرغب بذلك، أتمنى أن أعمل في معمل حديد كبير وأجني بعض المال وأتعلم استخدام الحاسب ، أحب الحاسب المحمول وأرغب أن أحصل  على واحد، أريد أن أستخدم الانترنت وأتعلم منه، هكذا قالوا لنا في المدرسة".

 ليس أقران محمد وجيرانه بأفضل حال منه فجميعهم يعاني الفقر وقلة الاهتمام والرعاية الصحية والتعليمية مع تصاعد صعوبات الحياة المعيشية وانعدام الأمان والاستقرار والجميع اليوم مهدد كما محمد بهجران الطفولة .


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق