الطفلة رنا العبيد التي لم تتجاوز السنة، توفيت بسبب سوء التغذية، وقد يكون مصيرها ينتظر أطفالا آخرين. من هؤلاء الأطفال الذين فارقوا الحياة بسبب الجوع الطفلة دعاء الشيخ "سبع سنوات"، ومن البالغين كانت السيدة غزال الشبلي التي توفيت نتيجة نقص في المواد الطبية.
مركز توثيق الانتهاكات في سوريا أصدر تقريرا مفصلا عن الأوضاع المعيشية تحت الحصار المتواصل منذ شهور. وتحدث الناطق الإعلامي باسم المركز بسام الأحمد لروزنة عن مضمون التقرير: "لا يوجد شيء للأكل وحتى الأطفال ليس لديهم الحليب الذي يعد المصدر الوحيد لتغذيتهم، وهناك صعوبة في الاعتماد على حليب الأمهات بسبب سوء تغذيتهن".
ويواصل الأهالي والجهات الحقوقية بتوجيه نداءات استغاثة ومطالبات لفك الحصار عن المدنيين العالقين في المعضمية والأحياء الأخرى المحاصرة على أطراف دمشق. "أبو طه" أحد سكان تلك المنطقة وصف أوضاعهم بالمأساوية.
أكل حشائش الأرض
وقال إن آلاف المحاصرين يعيشون تحت خط الموت، وإنه شخصيا يأكل التين اليابس لكن آخرين كثر لا يملكون حتى التين اليابس ويُجبرون على أكل حشائش الأرض.
وذكر مركز توثيق الانتهاكات تفاصيلا عن طريقة معيشة السكان المحاصرين، حيث أن المعضمية منطقة زراعية تعتمد على ما تنتجه من محاصيل الأشجار المثمرة وأشجار الزيتون.
زراعة بدائية
لكن عند بداية الحصار قام الأهالي باستهلاك جميع المؤن التي كانوا يحتفظون بها حتى بداية الشهر الثالث من هذا العام، الذي يعد بداية الحصار الحقيقي، حيث نفذت جميع هذه المؤن مما دفع بعض الأهالي لزراعة ما تبقى من البذور بجانب البيوت أملاً منهم أن يكون مصدراً لغذائهم، ولكن قلة المياه منعت من نمو هذه المحاصيل الصغيرة.
و يعثر في المنطقة على جثث تعود لمدنيين كان يتم اعتقالهم تعسفيا من قبل حواجز النظام التي تحاصر المعضمية وإعدامهم، بحسب ما ذكره تقرير مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.