"خالد" الذي يقطن بجانب أحد الأفرع، يقول: "إن معظم من يسكن بالقرب من تلك الابنية يشعر بقلق شبه دائم وخوف من قصف خارجي أو داخلي من الجيش الحر أو قذائف عشوائية من الفرع الأمني".
الخوف ليس بسبب القصف فقط، لأن حواجز الأفرع وكثرة أعدادها في تلك المناطق، يشكل عبءً كبيراً على المواطنين، عدا عن انتشار العناصر ضمن وداخل الأحياء السكنية، بالإضافة إلى أن بعض العناصر الأمنية، استغل خلو بعض المنازل من ساكنيها، حيث تم اقتحامها والاحتماء بها.
هذه التجاوزات جميعها، خلفت خوفا كبيرا على الأبناء والشباب، لأنهم معرضون للاعتقالات العشوائية والاختطاف في أي لحظة وبدون سبب، بالإضافة إلى احتمال وقوع اشتباكات بين عناصر الجيش النظامي والجيش الحر، بدون إنذار سابق وغالبا ما يدفع المدنيون الثمن الأكبر من هذه الاشتباكات.
من يعرف أحياء دمشق، يشعر أن كل الحصار اليوم هو عبارة عن خطة مدروسة منذ عشرات الأعوام، لكن هذه الأشياء غابت عن عقول المواطنين واليوم تنبهوا لها، ففي داخل كل حي أو تجمع سكاني، هناك فرع أمني أو دائرة حكومية، ومن أهم تلك المناطق: استراد العدوي، مركز المدينة، المزة ، الميدان، كفرسوسة، التجارة وساحة التحرير.
ونتيجة لذلك، تحول حماة المدنيين إلى أشخاص يختبؤون بين المدنيين عبر تحويلهم إلى دروع بشرية، ولامكان للهروب من جحيم الخوف وعظم السكان سلموا أمورهم لله.