مع وجود الفوضى في هذه المناطق دخل تجار النفط والأزمات على اللعبة، فاصبح استثمار النفط لخدمة مجموعات وجهات لايهمها سوى مصلحتها.
العشائر أيضا أخذت مكانها في اللعبة النفطية واحتشدت وسيطرت على الأبار، فكل عشيرة استحوذت على بئر النفط الذي يقع في أرضها. ولحماية أبارها وتجارتها، قامت بإنشاء ألوية وكتائب وهمية على انها تابعة للجيش الحر لكنها حقيقة تتبع في ولائها للعشيرة.
المشهد اكتمل، بدخول فصائل متشددة مثل "جبهة النصرة" و"دولة العراق والشام"، حيث تقاسمت الغنيمة مع الأطراف الأخرى، فعلى سبيل المثال سيطرت الجبهة على معمل الغاز الذي يقوم بانتاج إسطوانات الغاز المنزلية، والذي يقدر إنتاجه بألفي اسطوانة يوميا.
غياب دور المعارضة والجيش الحر في إدارة هذه الموارد، جعل النفط لعنة على المنطقة فكثرت النزاعات، وانتشرت خزانات الحرق البدائية على امتداد ضفاف الفرات، ما جعل التلوث يملأ المنطقة بأكملها، فهناك مواد سامة تنتج عن الحرق.
وتسبب هذه المواد السامة الكثير من الأمراض كالسرطانات الجلدية وحالات العقم والتشوهات الجنينة، ويمكننا ملاحظة هذا التلوث وبشكل واضح من خلال الغمامة السوداء الكبيرة التي تغطي وادي الفرات في دير الزور، حتى أن الخراف والحيوانات والمحاصيل الزراعية هناك اصطبغت باللون الاسود نتيحة هذا الدخان السام.