أعتُقل "أبو العبد" وهرب "أبو محمَّد" إلى الريف الذي بات تحت سيطرة المعارضة، يقول "أبو العبد": "بعد أن قامت الثّورة خرجت أنا و"أبو محمد" للتظاهر ما تسبّب في اعتقالي وبعد خروجي من المعتقل ذهبت إلى الرّيف المحرَّر والتقيت صدفةً بصديقي الَّذي فقدته عاماً ونصف".
أما "أبو محمد" فيحدثنا عن الصدفة التي جمعتهما، قائلا: "بعد أن خرجت من المعتقل لجأت إلى ريف اللَّاذقيَّة المحرر، وفي إحدى المرّات أثناء تجوالي صادفت شخصاً يشابه صديقي، فألقيت عليه السّلام ولم يعرفني، ولم أعرفه بدوري، بسبب تغيّر ملامحنا وملابسنا، ومن ثمَّ تأكدنا من بعضنا، والآن نحن نسكن سويَّة في أحد البيوت، ولكنّنا سنعود قريباً بإذن الله إلى مدينتنا ونستعيد ذكرياتنا الماضية".
يتحدّثان بلهجتهما "اللادقانية" المحببة بشفافيَّةٍ وعفويَّة، عن أزمة الكيماويّ وعن الضربة الأمريكية، بلغةٍ ساخرةٍ تنال من المجتمع الدّوليّ غير المهتمٌّ بقضية السوريين:
"تصريحات أوباما ما هي إلَّا كلام وكذب على اللّحى، ولم نأخذ من الغرب إلَّا الكلام الفارغ، ونحن لا نهتمّ إن ضربنا بالسكود و أي سلاح آخر".