بعد صدور القرار الأممي 2118 الخاص بتدمير الكيماوي الأسدي تحت إشارة للبند السابع، وما نص عليه هذا القرار، يؤكد بما لايدع مجالا للشك على عدة نقاط أهمها:
الأولى- أن أمريكا تقود العالم أقله في الملف السوري كي لاندخل في جدل بيزنطي، حول موقعها في النظام الدولي مع من يرى ويحلم أن يكون هنالك دورا لروسيا مشابه. وانها لم تتراجع بل تقدمت.
الثانية- أن القوة الاساسية التي تغطي استمرار آل الاسد في السلطة، معطية لهم الفرصة تلو الآخرى في قتل شعبنا هي الادارة الامريكية. ولها أسبابها المصلحية في ذلك. ومن المعلوم أيضا أن أحد اهم هذه الاسباب هو الرؤية الاسرائيلية لنظام آل الاسد.
الثالثة- لم يكن للمعارضة السورية أي دور في صياغة هذا القرار.
الرابعة- بين حجم الأزمة التي يعاني منها النظام الايراني. لأنه كان يعتبر الكيماوي السوري خط احمر!! وهو معبر لتسليم النووي الايراني. لهذا كان يرفض حتى مجرد الحديث عن هذا الكيماوي.
الخامسة- أن روسيا تتميز عن أية دولة مصدرة للخامات، بأنها فقط تمتلك حق الفيتو ومافيا للسلاح الرخيص الثمن. لهذا من المبكر أو ربما من غير المفيد العودة للحديث عن دور روسي في قيادة العالم.
السادسة- عندما تريد أمريكا الصين تقبض الثمن. أمريكا أرادت الكيماوي الأسدي فحصلت عليه بدون ثمن أساسا لكنها ارادته.
لقد حصلت ادارة اوباما على انتصار بدون أن تدفع أي ثمن، والسبب يكمن في ضعف الاطراف الأخرى، وعدم أهلية موقفها، وانحطاطه وشراكته في الجريمة.
إن الفترة التي مرت منذ ارتكاب الاسد لمجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية 21 آب وحتى صدور قرار مجلس الامن أوضحت، أن ما كان يراه العالم ترددا أو ضعفا في الموقف الأمريكي، هو السياسة الأمريكية عينها، هذا ما كنا نشير إليه دوما كسوريين مرارا وتكرارا. أمريكا لا ترى نضوج الملف السوري للتغيير الجدي أمريكيا.
نأتي للمعارضة السورية: الائتلاف اتضح أن قلة من الدول التي تسمى مجموعة أصدقاء سورية، تأخذه على محمل الجد..حيث أكدت كل الاحداث ما اعترضنا عليه سابقا منذ طرح فكرة تشكيل الائتلاف شفهيا حتى. أن الائتلاف شكل من أجل غاية واحدة فقط وهي الذهاب أمريكيا وفرنسيا لجنيف..لهذا إذا لم يذهب مؤسسوه وخاصة موسعوه إلى جنيف، تنتهي ليس وظيفته وحسب بل وظيفتهم أيضا. لا أفقا سوريا أطل عليه هذا الائتلاف منذ لحظة تأسيسه وحتى الآن...لهذا تجد الآن أيضا أن القرار 2118 في شقه الجنيفي قد أدخل قادة الائتلاف ومؤسسيه في جدار أسود سميك، خلفه نظام ضرب شعبه بالكيماوي المحرم دوليا. فماذا سيفعلون؟ من مصلحة الاشقاء في السعودية ذهاب الائتلاف إلى جنيف، لكن هل من مصلحة للاشقاء في قطر أن يذهب الائتلاف لجنيف؟ فأين مصلحة الشعب السوري في ذلك غير أسطوانة وقف القتل الذي لن يتوقف مادامت مقتلة الاسد باقية؟ جنيف2 لن يوقف المقتلة الاسدية.
أما عن هيئة التنسيق بكل مكوناتها وتيار بناء الدولة، فهي صارت وخاصة بعد الكيماوي، أقرب لتذهب بوفد مشترك مع قدري جميل وعلي حيدر. لتحافظ على مسافتها النقدية من النظام!!! لأن أزمة الكيماوي أوضحت أنها مهما فعل النظام لن تغير موقفها منه، وربما هي موقفها نابع أصلا من معرفتها بما تفعله هذه المقتلة.
-------------------------------------------
مقالات الرأي لا تعبر بالضرورة عن رأي روزنة