يشتري "محمد" مايقارب الخمسين ربطة "خبز سوري" من أحد التجار، ومن ثم يبيعها في شوارع وبيوت المدينة، وبالنسبة لطفل بعمره، يعد بيع الخبز من الأعمال الصعبة، خاصة انه يذهب إلى المدرسة في الصباح ويعمل في المساء، ويقول: "أتعب كثيرا أثناء عملي، فأنا أمشي لمسافات طويلة وأوصل الخبز إلى البيوت، ولكني أشعر بسعادة كبيرة عندما أتمكن من بيع كمية الخبز خاصتي". "محمد" هو الأبن الأكبر بين أفراد أسرته، وهذا ما يشعره بالمسؤولية، فالمصاريف كبيرة في تركيا، ووالده المهندس أصبح يبيع الفول والفلافل في مطعم بالمدينة، وما يحصل عليه لا يكفي العائلة. عند سؤالنا له عن حياته السابقة في سوريا.. تغيرت ملامح وجهه، وغابت عيناه خلف الدموع، وبدأ بالحديث عن حلب، وعن منزله وألعابه واصدقائه وعن اشتياقه لحارته، قائلا إنه كان يدرس ويلعب ولا يفكر بالعمل.